كتبت سمر حسن
“المُدرسة لاحظت أني مبعرفش أنقل من على السبورة ونقلتني من مكاني لمكان قريب من السبورة وبرده مش شايف حاجة وجابت والدي ووالدتي وقالتلهم أن ابنكم مش بيشوف” وُلد الطفل بمقياس نظر طبيعي، بينما وضعه القدر أمام تحدى لا يستطيع الإفلات منه، فاكتشفت معلمته وهو بالصف الثاني الابتدائي بأنه لديه مشكلة بالنظر، ومن تلك اللحظة تجول الوالدين على أكبر أطباء العيون، ليكتشفون إصابة الابن بضمور بالعصب البصري، موضحا “الدكتور فضل يسأل والدي جاتله سخنية وقع أو اتخبط وأنا مكنش حصلي أي حاجة من دسه خالص”.
الانتقال لمدرسة المكفوفين والعودة لنقطة الصفر
“انا كنت كويس جدا ونظري كان 6/6 وبعدين قالوا لازم يتنقل لمدرسة مكفوفين” وعقب الفحوصات تطلب ضرورة نقل الطفل على الفور لإحدى مدارس المكفوفين؛ فالتحق الطالب بالصف الثالث الابتدائي بمدرسة النور للمكفوفين بزيزينيا ” فضلوا يقنعوا والدي أن أرجع لسنة أولى من تاني عشان اتقن طريقة برايل”، وكانت النتيجة اقتناع الوالد وعاد الطفل لنقطة الصفر وبدأ الدراسة من الصف الأول الابتدائي، كما يقول الدكتور الورداني في لقائه مع موقع نساعد، “أنا كنت متفوق بالمدرسة وكنت بطلع الأول أو التاني خلصت الثانوية العامة ودخلت كلية الآداب لغة عربية”. تحدى الطالب كافة الصعوبات حتى تخرج من كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة الإسكندرية وتم تعيينه بمدارس النور للمكفوفين، وتدرج حتى أصبح وكيل للمدرسة الإعدادية بالمدرسة السابق ذكرها.
أثقل الشاب مهاراته بالحصول على دورات عديدة، فحصل على دبلومة تربية وتعليم وتأهيل المكفوفين، كما قدم شرح طريقة برايل للمبصرين، إلى جانب تدريب المكفوفين وضعاف البصر على استخدام الحاسب الآلي وبرامجه وشرح كيفية استخدام برامج قارئات الشاشة للمكفوفين والمبصرين.
برنامج كلنا واحد
فرغ الشاب جلَ وقته لخدمة ذوي الهمم بشكل عام والمكفوفين بشكل خاص، وعندما أتاحت له الفرصة قدم برنامج (كلنا واحد) بالقناة الخامسة – تلفزيون إسكندرية ــ للتحدث عن أبرز مشاكلهم، والتحديات التي تواجههم، إلى جانب عرض قصص النجاح والتحدي لذوي الهمم، كما كرس قلمه للتحدث عن ذلك العالم المهمش من اهتمامات الجميع، فسلط الضوء على كافة الإعاقات (السمعية- البصرية- الذهنية)، فتناول مشاكل الصم وضعاف السمع والمكفوفين وأطفال التوحد. لم يكتفِ بذلك بل عرض كافة المبادرات التي تهتم بعالم ذوي الإعاقة ليعتبر جسر تواصل بين القائمين على المبادرات وذوي الهمم.
الدراسات العليا المحطة الأكثر صعوبة
أراد الشاب تأصيل عمله الميداني بالحقل الأكاديمي فالتحق منذ العام 2003 ليكون بداية مشواره البحثي المليء بالعثرات “أكتر صعوبات واجهتني في حياتي كلها هي مرحلة الماجستير والدكتوراه والتمهيدي مفيش منهج لينا وبروح المكتبة كل يوم بقرأ وبجمع مادة علمية ونكتبها ولازم يكون معايا مرافق يقرالي”؛ نظرًا لاختلاف مرحلة الدراسة العليا واعتمادها بشكل رئيسي على البحث بين المراجع والتنقل بين مكتبات الكليات بمحافظات مصر، عانى الباحث كثيرًا لضرورة وجود مرافق معه بشكل دائم “لو لقيت حد واتفقت معاه عشان ييجي معايا المكتبة أجمع كل كتبي وفي الآخر هو يعتذر لدرجة أن كنت بعيط جنب الكتب”.
كما له العديد من الدراسات النقدية والأبحاث منها “سيرة أبي نواس في كتابات القدماء والمعاصرين” و “الخطاب القرأني لبني أسرائيل”.
بينا الدكتور المتخصص في اللغة العربية لم ينسِ من وقف بجانبه وسانده خلال مشواره حتى حصل على الدكتوراه في عام 2015 “والداتي أكتر حد دعمتني في التعليم عشان يبقى معايا وظيفة ومقدرش أنسى دعم زوجتي من الخطوبة وكانت بتقرالي وليها فضل كبير عليا”.
فيديو الدكتوراه
كورونا والاهتمام بذوي الهمم
لم يغفل المدرب المعتمد لطريقة برايل الاهتمام بشرح الفيروس وتداعياته لفئة المكفوفين فكتب أكثر من مقال يتناول تلك الموضوعات، إحداهما يحمل عنوان (الكفيف وفيروس كورونا)، ليسلط الضوء على أن فئة المكفوفين الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس وذكر أسباب ذلك وهي (عدم استقلالية الكفيف والاعتماد على غيره – الاعتماد على استخدام الحواس بشكل كبير- استخدام العصا البيضاء-القلق الزائد). ومقال آخر بعنوان “إرشادات لمواجهة كورونا” ووجه تلك المقال للمكفوفين وأسرهم للتعرف على الإجراءات الاحترازية للشخص الكفيف لمواجهة الوباء المتفشي.
اقرأ أيضًا
مجلس النواب يوافق على إرسال عناصر من القوات المسلحة إلى ليبيا
غضب بين ذوي الإعاقة بسبب عدم تمثيلهم في قانون مجلس الشيوخ
خطوات التقديم لكلية الشرطة 2020 “أون لاين” ورابط التقديم
الكهرباء تطلق تطبيق “احسب فاتورتك” على الهاتف المحمول لمعرفة قيمة الفاتورة .. رابط التطبيق
