سلايدرمقالات الرأى

مي صالح تكتب .. طيف التوحد وأسبابه وأعراضه ونصائح للأهل للتعامل معه

 

التوحد من أكثر الأمراض الشائعة حاليًا حول العالم خاصة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وثلاثة سنوات. فوفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، ويعاني حوالي طفل واحد من كل 160 طفلًا في العالم من التوحد، و تمثل هذه التقديرات رقمًا متوسطًا .
على مدي السنوات الخمس الماضية، حدد العلماء عددًا من التغيرات الجينية أو الطفرات النادرة المرتبطة بالتوحد، حيث حددت البحوث أكثر من 100 جين له علاقة باضطراب التوحد. فيوجد حوالي 15% من الحالات ناتجه عن سبب وراثي.
وقد تكون العوامل البيئية مؤثره في نسبه الإصابة مثل تقدم عمر الوالدين خلال فتره الحمل، الولادة المبكرة، وانحفاض وزن المولود عند الولادة أو تعرض الأم لقدر كبير من التلوث البيئي خلال فترة الحمل. ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن هذه العوامل لا تؤدي بحد ذاتها إلى الإصابة ولكنها تؤثر مع وجود عوامل جينية.
من المهم جدًا أن يلاحظ الأهل وجود بعض هذه الأعراض التي تظهر علي أطفالهم . فبدء من ثمانية أشهر، يلاحظ عدم استجابة هؤلاء الأطفال عند مناداة الأخرين لهم بأسمائهم، وعدم قدرتهم على التواصل البصري مع من يحدثهم، وقله اهتمامهم بالناس والتفاعل معهم، وتأخر الكلمات البسيطة الأولى التي ينطقون بها.
لاحقاً، نجد هؤلاء الأطفال يعانون من تأخر في الكلام. أحيانًا، لا يوجد أي مشاكل في الكلام لدي هذا الطفل، فيبدأ الطفل الكلام من عمر سنه أو سنه ونصف، وفجأة تلاحظ الأم أن أبنها بدأ يفقد القدرة على الكلام عند بلوغه سن السنتين أو أكثر، فتكون هذه سمه من سمات التوحد التي تتطلب الملاحظة من الأهل. وعندما تنمو القدرات اللغوية لديهم، يستخدمون الكلام في سياق غير مناسب، حيث أنهم يجدون صعوبة في جمع الكلمات لتكوين جمله مناسبه ذات معني، وأحيانًا يكررون نفس العبارة مرارًا وتكرارًا، ويقوم البعض منهم بتكرار ما يسمعونه حرفيًا كالصدي. وعندما يتكلمون، يكون كلامهم بإيقاعات أو نبرات مختلفة عن الأخرين كصوت الرجل الآلي أو الغناء.
وعند سنتين، يواجه هؤلاء الأطفال صعوبة في تفسير ما يفكر أو يشعر بيه الأخرين مثل الابتسامة أو التجهم، فتصبح عندهم عدم القدرة على التواصل الاجتماعي.
يواجه هؤلاء الأطفال صعوبة في تنظيم عواطفهم، فينتج عن هذه العواطف سلوكيات غير ناضجه مثل البكاء أو الهيجان بعنف في الأوقات غير المناسبة وأحيانًا إلى سلوكيات عدوانيه ومؤذية جسديًا
وعندما يكون من الصعب على من حولهم معرفه ما يريدون لعدم قدرتهم على التعبير عن احتياجاتهم، فيؤدي ذلك أيضا الي الإحباط والسلوك غير اللائق مثل الصراخ.
في سن الخمس سنوات، يبدأ أغلب الاطفال التمييز بين اختلاف الأفكار والمشاعر لدي الناس ولكن هؤلاء الأطفال قد يواجهون صعوبة في فهم هذا الشيء مما يؤثر على قدرتهم على فهم أفعال الأخرين أو التنبؤ بها.
من أحد الأعراض الأساسية للتوحد، السلوكيات المتكررة غير المعتادة مثل رفرفه اليد، التأرجح، القفز و الدوران. في بعض الاحيان، يكون السلوك المتكرر منبه مثل تمويج الأصابع أمام العينين. و عادة لا يشارك هؤلاء الأطفال في الألعاب الجماعية، ويميلون دائما للعب بمفردهم، و أحيانًا يقضي البعض منهم ساعات يرتبون الألعاب بطريقه معينه بدلًا من استخدامها للعب مثل المكعبات أو العربيات.
من بعض السلوكيات التكرارية اهتمامهم الشديد بأمور غريبه مثل المراوح والمكانس الكهربائية التي لا تثير اهتمام الاطفال الأخرين في مثل أعمارهم.
ولكن لا داعي للقلق أو الذعر عند اكتشاف بعض من هذه الأعراض عند طفلك، فكلما كان الاكتشاف مبكرًا، كلما كانت النتائج أفضل.
فما يجب علي الأهل القيام بيه هو اللجوء إلي طبيب نفسي، بالتعاون مع أخصائي تخاطب، وأخصائي تعديل سلوك، وأخصائي تنميه مهارات التواصل الاجتماعي، ويتم وضع بروتوكول جماعي لهذا الطفل، فيبدأ تدريجيًا يتعلم كيفيه استخدام اللغة، والحصول علي طرق أفضل للتعبير عن احتياجاته، و تقليل السلوكيات الغير مرغوب فيها مثل الصراخ .
ويجب أيضا على الأهل الإدراك الكامل أن تحسن الطفل لغويًا وذهنيًا واجتماعيًا، يعتمد اعتمادًا كبيرًا على البيئة المحيطة به. فكلما كان الأهل والمجتمع المحيط بأكمله متفهمين ومتقبلين وضع الطفل وعلى يقين أن حاله الطفل سوف تتحسن، فتكون فعلًا نتيجة تحسن حالته مرتفعة جدًا.
فنصيحه لكل أسرة: قدروا الانتصارات الصغيرة التي يستطيع أبنكم أن يحققها، أحبوه واظهروا به حبكم، وافتخروا بكل إنجاز صغير وركزوا على ما يمكنه القيام بيه بدلًا من مقارنته بطفل نموذجي.
تذكروا أن أشهر الشخصيات الموهوبة مثل العالم ألبرت أينشتين والممثل دان أكرويد وغيرهم من المشاهير عانوا من التوحد ولكنهم استطاعوا أن يحققوا إنجازات كبيرة.
فحبوا أبنائكم كما هم ونموا قدراتهم بحسب الممكن دون أن تتأثر نفسية الطفل، أو تُلقي المشكلة بظلالها فتمنع استخدام وسائل التطوير المتاحة.

اقرأ أيضًا 

السيسي يطلع على خطط تأمين العمق الغربي ومشروع الشبكة الحكومية الموحدة لربط الجهاز الإداري للدولة

الأزهر:التحرش سلوك عدواني ويستوجب العلاج .. الإفتاء: التبرير لا يصدر إلا عن ذوي النفوس المريضة

السيسي يوجه بتعزيز علاقات التعاون مع مؤسسات التمويل الدولية والالتزام بضوابط الاقتراض الخارجي 

رئيس الوزراء: السيسي يتابع ملف تجميع البلازما ومن الممكن التوقع بأن تكون هذه الصناعة واعدة

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى