سلايدرمقالات الرأى

رضا عبد السلام يكتب .. حديث يقول” إلزم بيتك ” في وقت الوباء

 

قراءة هذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري في تقرير النبي صلي الله عليه وسلم للحجر الصحي بكلام صريح وبلزوم المكان الذي انتشر فيه الوباء وعدم الخروج منه للمقيم حتي لاتنتقل العدوي وعدم الدخول إليه من الخارج حتي لايزداد أعداد المصابين بالعدوي

وفي الحديث حكي الراوي حلقات المشورة التي أقامها عمر لأخذ الرأي من كل الفئات التي كانت في مكانه ومن المتخصصين منهم لعدم علمه بحديث رسول الله وهذا السجال الإيماني الرائع بين عمر وأبي عبيدة رضي الله عنهما

عندما قال له أبو عبيدة : أفرارا من قدر الله

فقال عمر : لو غيرُك قالها يا أبا عبيدة نعم ، نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله

ثم جاء عبد الرحمن بن عوف وكان كما تقول الرواية غائبا بهذا الهدي النبوي الذي يحفظ علي الناس حياتهم ويحاصر الوباء حتي يقضي عليه ( إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه )

هنا امتثل عمر ورجع ولم يدخل المكان وكان هذا درسا هاديا ممن اختاره الله ليكون هاديا للعالمين في أمور الدين وأمور الدنيا التي لاتصلح إلا مع هديه عليه الصلاة والسلام

وهذه الرواية كاملة لكي نتعلم ولكي نلزم بيوتنا حتي ينتهي هذا الوباء

روى البخاري في صحيحه قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حين خرج إلى الشام ، فلما وصل إلى منطقة قريبة منها يقال لها : ( سرغ ) ، بالقرب من اليرموك ، لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه ، فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام ، فقال عمر ادع لي المهاجرين الأولين ، فدعاهم فاستشارهم ، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام ، فاختلفوا ، فقال بعضهم : قد خرجتَ لأمر ولا نرى أن ترجع عنه ، وقال بعضهم : معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نرى أن تُقْدِمَهم على هذا الوباء ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادعوا لي الأنصار ، فدعاهم فاستشارهم ، فسلكوا سبيل المهاجرين ، واختلفوا كاختلافهم ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح ، فدعاهم فلم يختلف منهم عليه رجلان ، فقالوا : نرى أن ترجع بالناس ولا تُقْدِمَهم على هذا الوباء ، فنادى عمر في الناس إني مُصَبِّحٌ على ظَهْرٍ فأَصْبِحوا عليه ، فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفراراً من قدر الله ؟ فقال عمر لو غيرُك قالها يا أبا عبيدة نعم ، نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله ، أرأيتَ لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة ، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله ، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ؟ قال : فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته ، فقال : إن عندي في هذا علما ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ) قال : فحمد الله عمر ثم انصرف .

فعلينا حفاظا علي الأرواح ودفعا لغائلة الوباء ومنعا لتفشيه أن نلتزم أماكننا ولا نغادرها إلا للضرورة القصوي مع أخذ الاحتياطات اللازمة مما يقول به أهل الاختصاص

واسمحوا لي أن أختم مقالي هذا .. خليك بالبيت ..

اقرأ أيضًا 

دينا حسين تكتب .. كورونا ليس له فواصل جغرافية وإجراءات مطلوبة

نجاد البرعي يكتب ..كلمة لمواجهة فيروس كورونا

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى