قصتي

فقد سمعه في الصف الثالث الثانوي .. تعرف على قصة الأصم الناطق رامز عباس

 

كتبت: نهى وجيه 

 

رامز عباس:

أزمة أثناء مرض والدي وراء تعلمي لغة الشفاه

تعرفت على زوجتي من خلال موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك

أكتب شعر وعملت في الصحافة

أتمنى أن تساعد الدولة الصم وأن يكملوا تعليمهم ويلتحقوا بالكليات

 

فقد السمع تمامًا وهو في الصف الثالث الثانوي، لكنه لم يستسلم للأمر الواقع، وتعايش مع الأمر، تعلم لغة الشفاه، فأصبح يفهم كل من يتكلم أمامه، بمجرد رؤيته وهو يتحدث، من قراءة حركة الشفاه، دون الحاجة إلى لغة الإشارة، الكثيرون يتعجبون الأمر كيف لشخص لا يسمع مطلقًا، أن يتحدث مع من حوله ويفهمهم. الأصم الناطق المصري رامز عباس.

قال ابن الرابعة والثلاثين، إن إعاقته بدأت في الظهور وهو في الصف الرابع الابتدائي، وكان يسمع من خلال سماعة للأذن، وكانت حاسة السمع بدأت تتلاشي تدريجيًا، موضحًا أنه كان يعاني معاناة شديدة من التنمر الذي كان يتعرض له، من زملاؤه الأطفال في المدرسة؛ حيث كانوا يخطفون منه سماعة الأذن، وكان من الممكن أن يعاملهم بعنف، ولكنه لا يريد أن يتعامل معهم بطريقتهم السيئة.

أضاف “عباس”، في تصريحات لنساعد، أنه في عام 2003 فقد السمع تماما وهو في مرحلة الدبلوم الصناعي، وفي نفس الوقت دخل والده المستشفى في أزمة صحية، وعاملته إحدى الممرضات بعنف شديد لأنه كان لا يستطيع سماعها وفهمها وحينها قرر أن يتعلم جيدًا لغة “الشفايف” لمعرفة ما يقوله المحيطين به خاصة وأنه هو الذي كان يقيم ما والده في المستشفى، وهو الذي سيتابع حالته الصحية فيما بعد.  تفرغ “عباس” لمدة عام ونصف يدرب نفسه على تعلم لغة الشفاه وبدأ في مشاهدة التليفزيون والتركيز جيدًا على حركة الشفاه، وبدأ يختلط مع الناس ويخرج ويستقل المواصلات، ويتعامل مع من حوله كثيرًا لتدريب نفسه بعد أن كان منعزلًا عن الجميع، ولا يريد الاختلاط بأحد وفي هذا العام ونصف أصبح متقنًا لحركة الشفاه ويستطيع قراءتها وبدأ يتحدث مع الناس مثل أي شخص عادي.

وأكد “عباس” أنه مر بعلاقات عاطفية ولكن الفتيات كان يرفضنه بسبب إعاقته على الرغم أنه شخص لا يعيبه شيء، ولكن حتى جاء نصيبه فتعرف على زوجته من خلال موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وأحبها وهي فخورة به، وبطموحه وكيف واجه إعاقته، موضحًا أن من الأشياء الطريفة التي فعلتها زوجته معه أنه حينما يطرق أحد الباب، بالطبع هو لا يسمعه، فقرر أن يضع بدلًا من زر الجرس، لمبه بحيث تضيء إذا تم الضغط على الجرس.

وناشد ” عباس” المسؤولين الاهتمام بالمواهب من ذوي الاحتياجات الخاصة لذلك هو من مؤسسي مبادرة عالم موازي للفنون المعاصرة والهدف منها تأهيل ذوي الاعاقة للمشاركة في الاعمال الفنية.

وكشف “عباس” عن أهم هواياته، وهي كتابة الشعر، ويعمل أيضًا في مهنة الصحافة، وعمل في جرائد إقليمية مثل جريدة جيل الدلتا.

وحصل “عباس” على شهادة تقدير من جمعية السينمائيين عن فيلم إنسان الذي يتناول الإعاقة السمعية في مصر بكافة جوانبها، وكان يعمل في الفيلم كمساعد مخرج، مشيرًا إلى سعادته بهذه التجربة، موضحًا أنه ليس هناك شيئًا يمنعه من العمل في أي مجال فلا يوجد ما يسمى بالإعاقة،

ووجه “عباس” رسالة لذوي الإعاقة، مؤكًدا ان الإعاقة الحقيقة عدم تقبل قضاء الله، مما يزيد المتاعب النفسية لدى البعض، الذين يبثون طاقة سلبية في من حولهم موضحا أنه لا يلتفت مطلقًا لأي شخص يحبطه ويقلل من عزيمته.

وأتم “عباس” أنه يريد أن ينفتح الصم على المجتمع بالكامل، ويخرجوا من عزلتهم بالإضافة أنه يريد أن تهتم الدولة بتعليمهم ومساعدتهم للالتحاق بالمعاهد والكليات المختلفة. وتوفير الكتب والمراجع بطريقة تساعدهم على التحصيل والمتابعة.

 

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى