مقالات الرأىسلايدر

الدكتور طارق عباس يكتب عن مؤسس موقع نساعد “متفائل بطبعه رغم التحديات”

 

تحت عنوان “رجل ضد الكسر” كتب الدكتور طارق عباس، عن مؤسس موقع نساعد الكاتب الصحفي محمد السيد صالح، مشيدًا بتجربته الصحفية الممتدة عبر أكثر من ربع قرن من الزمن، وبتأثير نشأته في محافظة الدقهلية، بالإضافة إلى اهتمامه بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة.

الدكتور ” طارق عباس” وهو من “ذوي الهمم” كفيف البصر، وموسيقار، وكاتب، ومدرس لغة عربية بالمركز التابع لجامعة القاهرة، وكمُلحن شارك بأعماله بمهرجان الموسيقي العربية لعام 2017، أبرز عبر مقالين نشرهما بموقع “مصراوي”، حيث سرد في المقال الأول تحت عنوان  “جيلي وأفتخر.. رجل ضد الكسر” تجربة الكاتب الصحفي محمد السيد صالح في الاهتمام بالفئات المهمشة، وبينها ذوي الإعاقة، لافتًا إلى تأسيس موقع نساعد ليهتم بقضايا وشؤون ذوي الهمم.

الكاتب الصحفي محمد السيد صالح مؤسس موقع نساعد
الكاتب الصحفي محمد السيد صالح مؤسس موقع نساعد
وجاء المقال الأول تحت عنوان “جيلي وافتخر رجل ضد الكسر” ليبرز الدكتور طارق تجربة الكاتب الصحفي محمد السيد صالح من خلال موقع نساعد، مشيدًا بأسلوبه المتميز في السرد والكتابة. 

دكتور طارق عباس جيلي وأفتخر.. رجل ضد الكسر 

حين يُطلِق العنان لخياله ويلوذ بقلمه، تتدفق من عوالم إبداعه أنوار الأفكار الفياضة بالجدة والتميز والخَلق والمصطبغة بالصراحة والوضوح والجرأة، بل وتُنثَر كلماته على الأوراق وكأنها لآلئ مبهرة ممتعة لعشاق الغوص في بحور الثقافة والفكر والمعرفة، هو كاتب من طراز فريد، حُلو الأسلوب رائع الصياغة أنيق في اختياره للألفاظ، عينُهُ دائما على الإعلام والتواصل مع الإعلاميين والتقائهم في المؤتمرات والندوات والحفلات وحتى المقاهي للتحاور والتناقش وتبادل وجهات النظر معهم حول أحدث الملفات الجديرة بالعناية والاهتمام.

عندما تقرأ له، تشعر وكأنك أنت الذي كتبت، الناس في صدارة أولوياته، خاصة المعاقين منهم؛ ليقينه في أنهم ضحايا الإهمال والتهميش الذي قد يصل أحيانا إلى حد الإقصاء، ولكونهم الفئة التي كان من المُفترَض أن تصبح الأولى بالرعاية والعناية لكنها أُهمِلَت.

موقع نساعد لتغيير النظرة السلبية لذوي الاحتياجات الخاصة 

لذلك أسّس من أجلهم موقعًا خصصه لمساعدتهم وتقديم الدعم لهم سماه “موقع نساعد” ليتجاوزوا آلامهم وينتصروا على عجزهم وتمكينهم من استثمار طاقاتهم وقدراتهم؛ لكي يكونوا مساهمين في تنمية المجتمع لا عبئا عليه، ربما تحمل في سبيل هذا الموقع مشقّة عظيمة قد لا يتصورها إنسان، ومع ذلك فهو سعيد جدا بتدشينه لهذا الموقع، ويأمل في أن يكون نقطة انطلاق لتغيير النظرة السلبية للمجتمع تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة.

موقع نساعد ، موقع نساعد ، موقع نساعد ، موقع نساعد 
موقع نساعد ، موقع نساعد ، موقع نساعد ، موقع نساعد

هذا بالإضافة إلى عناية كاتبنا بكنوز التراث وعباقرة المفكرين من أولئك الذين لم يحصلوا على ما يستحقون وما يليق بقيمتهم وبإسهاماتهم، ربما لم يفُز كاتبنا بالشهرة التي يستحقها؛ لأنه ابن زمان غالبية مشاهيره من أنصاف الموهوبين والمتسلقين، لكن الإحباط واليأس لا يفترس إلا المرضى بالهزيمة؛ لذلك لم يتوقف كاتبنا عن عطائه الأدبي والاجتماعي والإعلامي، ولا يزال يؤنسنا بما يفيض علينا به من نقاء وجدانه وضميره.

إنني أتحدث اليوم عن الكاتب المُبدع والممتع والقصاص الجميل الأستاذ “محمد السيد صالح” المولود في 6 – 7 – 1965 بقرية “مقاطعة مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية “وهي لا تبعُد بِضع كيلو مترات عن “طماي الزهايرة” محل ميلاد كوكب الشرق “أم كلثوم” وغيرها من القرى التي أنجبت أعاظم الأدباء والمفكرين.

كان صالح في ترتيبه الأخير بين أشقائه الأربعة، هو ابن أسرة متوسطة الحال، جمع أبوه بين مهنة التجارة والفلاحة، واشتُهِرَ عنه حُسن المعاملة وطيب الخُلُق وسِعة الثقافة وحُب النظام، وغيرها من الصفات التي سعى الأب لغرسها في بناته وأبنائه منذ الطفولة.

كان التعليم هو أهم أسلحة الأسرة، فاحتمى به كل أفرادها ووجدوه ملاذهم لتحقيق طموحاتهم، لذلك فُطِروا على حب المعرفة والاتساق بالكتاب والنّهم للقراءة.

بدأت مسيرة كاتبنا التعليمية بالتوازي مع تهجير أبناء القناة في أعقاب نكسة 1967، وازدحمت المدارس بوجود عدد كبير من المهجرين، ولم تكن المدارس كافية لاستيعاب التلاميذ فكانوا يستكملون تعليمهم في بيوت الأهالي والمساجد والمدارس الأزهرية.

كانت القرية- على صِغَرها- مفعمة بكل مفردات التنوير: بيت ثقافة غني بالندوات والحفلات الفنية والأمسيات الشعرية ومكتبة خاصة فيها أمهات الكُتُب ومركز شباب يحتوي على مسرح يتنافس فيه الموهوبون من أهل القرية للوقوف على خشبته من أجل أداء أدوار تمثيلية لمسرحيات عالمية وسينما صغيرة تحرص على أن تقدم عروضها بشكل شبه منتظم.

وقد تركت مثل هذه المنارات الثقافية تأثيراتها الإيجابية على تشكيل نفسية الطفل وبناء شخصيته، وإنعاش وجدانه ودفعه دفعا إلى التطلع لكل ما يُنشَر ويُكتَب لعمالقة الأدب والفكر أمثال: “طه حسين ويوسف إدريس ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم والعقاد… إلخ إلخ”.

بالإضافة لأساطين الأدب العالمي أمثال: “فيكتور هوجو وسارتر ودستويفسكي” وقد رسخت تلك النشأة في نفس الطفل محمد السيد صالح حُب الإعلام والسعي لممارسته كنشاط له قيمته، فكان يكتب ويقرأ ويُحاوِر ويُقَلّد ويُؤَلف القصص القصيرة لينشرها أحيانا في مطبوعات محلية أو يشارك بها في مسابقات تُنَظمها هيئات ومؤسسات ثقافية وإعلامية، وكثيرا ما كان يفوز بجوائز مادية وعينية في تلك المسابقات، تدعم ثقته في نفسه وتحفزه لأن يكون كاتبا متميزا أيضا في كتابة المقال والحوار والتحقيق والتقرير الصحفي بشكل شبه احترافي.

بمجرد نجاح محمد السيد صالح في الحصول على الثانوية العامة يُقَرر- بتأييد ودعم من أسرته- الانتقال للقاهرة بحثا عن حُلمِه الذي طال انتظاره له، فالتحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة سنة 1983، وفي هذه الكلية تعلم كاتبنا كيف يحب ما يتعلم، كما تدرب على البحث في كل ما يزيده ارتباطا ببلاط صاحبة الجلالة، وكذلك تعرف على زملاء تربعوا فيما بعد على عرش الإعلام أمثال: إبراهيم عيسى وعبد الله كمال، وقضى صالح سنينه الأربع مُصرًا على النجاح والتفوق حتى تخرج سنة 1987 ليبدأ رحلته العملية مع الكتابة والصحافة.

الدكتور طارق عباس يكتب عن مؤسس موقع نساعد "متفائل بطبعه رغم التحديات"
الدكتور طارق عباس يكتب عن مؤسس موقع نساعد “متفائل بطبعه رغم التحديات”
وفي المقال الثاني تحت عنوان رجل ضد الكسر 2، وصف الدكتور طارق عباس، ثورة 25 يناير بأهم نقطة نور في تاريخ مصر المعاصر، مشيدًا بمقالات الكاتب الصحفي محمد السيد صالح من خلال جريدة المصري اليوم. 
الكاتب الصحفي محمد السيد صالح مؤسس موقع نساعد
الكاتب الصحفي محمد السيد صالح مؤسس موقع نساعد

رجل ضد الكسر “2”

 

كان الإعلام السائد في منتصف الثمانينات هو الإعلام القومي والإعلام الحزبي، ولم يكن كاتبنا محمد السيد صالح منحازاً لأيهما، فاتجه للعمل بمكاتب الإعلام العربية والفضائيات، وبالإضافة للخبرة التي استقاها من تلك المكاتب، فقد ربح أيضا ما يحتاجه من مال ليس حبا فيه وإنما ليعينه على مواجهة ثقل أعباء الحياة.

كان أكثر ما استفاد منه كاتبنا هم الإعلاميين اللبنانيين حيث تعلم منهم مهارة استخراج العناوين وصياغة المقدمات الجيدة والتلخيص المكثف للفكرة و صياغة تفصيل الحدث.

وما أن بلغ محمد السيد صالح حدا معقولا من تنامي تميزه في الاتصال وأحس بقدر من الحرية التي ظفر بها الإعلام قبيل نهاية عصر مبارك، حتى قرر الرجل الانغماس بالعمل في الجرائد المصرية خاصة المستقلة منها، مثل: “جريدة المصري اليوم” نافذته التي أطل منها على القراء بمقالات جريئة ومتنوعة، ازدادت أهميتها بقيام ثورة 25 يناير 2011، التي اعتبرها أهم نقطة نور في تاريخ مصر المعاصر.

لعل أجمل ما تميز به أسلوب محمد السيد صالح هو الابتعاد عن السرد، باعتباره أقصر الطرق لإصابة القارئ بالملل، واللجوء للاسلوب القصصي والحكي عند صياغته للخبر والتقرير والتحقيق والحوار.

حكايات السبت أكبر دليل على روعة أسلوب محمد السيد صالح 

وجدير بالملاحظة أنه في العديد من سفرياته للكثير من دول العالم، لم يكن معنيًا بالتغطية الخبرية المباشرة لتلك الزيارات بقدر حرصه على كتابة حكايات الأمكنة والطباع والعادات والتقاليد والتاريخ والجغرافيا ، وفي “حكايات السبت” التي ينشرها كاتبنا محمد السيد صالح أسبوعيا بجريدة المصري اليوم، أكبر دليل على روعة أسلوبه وجاذبيته.

بالإضافة لما سبق، فقد حرص محمد السيد صالح على الكتابة عن شخصيات عظيمة عاشت بيننا وأثرت في حياتنا تأثيرا كبيرا، ومع ذلك لم تلقَ حظها فيما يليق بإسهاماتها بل وتعرضت للكثير من التشويش واللغط والتهويل والتهوين.

وفي هذا الصدد نشر محمد السيد صالح حلقات من حياة “أحمد حسنين باشا” جمعها بعد ذلك في كتاب سماه : “أسطورة القصر والصحراء” ومنذ عامين أخرج كتابا آخر عنونه : “أبو الثوار عزيز المصري” تناول فيه حياة الرجل ومسيرته.

ومن كتبه المهمة أيضا “نفسي” وقد خصصه لحياة الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي المعروف والرئيس السابق للجمعية العالمية للطب النفسي.

أما المشروع الذي يكتبه الآن فهو عن شخصيات سماها “أبطال الظل” ويعني بها العقليات المفكرة والمحركة لقادة الثورات في تاريخ مصر الحديث أمثال : أحمد عرابي وسعد زغلول ومحمد نجيب وجمال عبد الناصر.

محمد السيد صالح: الإعلام في مرحلة مفصلية من تاريخه

سألت كاتبنا ذات مرة : ألا ترى أن الإعلام يعيش أزمات ومحناً سيصعب تجاوزها؟ فأجابني مبتسما : لا يختلف اثنان في أن الإعلام في مرحلة مفصلية من تاريخه وأنه يعاني أزمات كبيرة وكثيرة لكن عوامل إنقاذه ستظل دائما موجودة في أعمدته من الكُتاب العظام والصحفيين المتمرسين وفي الكفاءات الحقيقية والمهارات والخبرات التراكمية وكنوز التراث التي خلفها الأساتذة.

بهذه الكلمات – التي أنهي بها مقالي – يمكن أن نتعرف على أهم السمات الشخصية لكاتبنا، المتفائل بطبعه رغم التحديات، المتطلع دائما لرؤية العالم بعيون المحب للحياة والمستشرف للمستقبل، الساعي للبناء في مواجهة كل عوامل الهدم وتكريس اليأس والإحباط.

لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا 

اقرأ أيضًا  

تفاصيل توجيهات الرئيس السيسي باستيفاء نسبة الـ 5% لوظائف ذوي الإعاقة

مجلس الوزراء: الوظائف بكل الجهات ستضمن نسبة الـ 5% لذوي الاحتياجات الخاصة

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى