بقلم د. منال حسنة .. أن تكون في وطن فيه الحكم ديكتاتورياً، هو أن تلتزم حرفيا ليس بالقانون بل بالقواعد التي تلغي بعض النصوص القانونية أو التي تضيف إليها قواعد جديدة.
أن تكون في وطن فيه الحكم ديكتاتورياً، هو أن تكون مواطناً صالحاً، و لكن لا حقوق له، والويل لكل من يعترض أو يعطي رأيه بشأن الدولة، أو يطالب بحقوق كانت مذكورة يوماً من الأيام في الدستور، وهذا كان حال الشاب مالك وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث خسر القدرة على المشي منذ أن تعرض لحادث في العمل، حيث تم صرف تعويض نهاية الخدمة له بمبلغ زهيد لم يغطِ تكلفة شراء كرسي متحرك، وتم صرفه من العمل بحجة أن إنتاجيته لن تكون بالمستوى المطلوب.
حاول المطالبة بحقه بالعمل، و لكن للأسف نالت مطالبه التهميش الممنهج.
لم تكن أمور البلاد مستقرة في تلك الفترة فقد تعرض الامبراطور إلى محاولة اغتيال، فقد بسببها ساقيه وأصبح على كرسي متحرك، فباتت البلاد على شفير الفوضى إلى أن تم إعلان حالة الطوارئ في البلاد وإلقاء القبض على الفاعلين والمحرضين على عملية الاغتيال والحكم عليهم بالإعدام بعد بتر أطرافهم.
ومن ثم تم إصدار بعض القوانين الجديدة، ومن بينها زيادة الضرائب على الشعب لتغطية مصاريف إعادة تأهيل قصر الامبراطور، و الدوائر الحكومية لتتناسب مع تحركات كرسيه المتحرك، واستثناء بعض الأعمال العسكرية ليتمكن من القيام بمهامه على أكمل وجه.
عاد الأمل لمالك الذي كان يجاهد في سبيل تحقيق هذه المطالب، وقام بالتقدم لوظيفة حكومية، ولكنه تفاجأ برفض طلبه بحجة، أن الدوائر الحكومية غير مؤهلة لحالته، وعندما عاد إلى القوانين المعدلة وجد أن إعادة تأهيل الأماكن لتتناسب مع ذوي الاحتياجات الخاصة تشمل فقط قصر الامبراطور والدوائر الحكومية التي يرتادها، فعرف أن الامبراطور على الكرسي المتحرك هو نفسه الإمبراطور السليم، وأن الحقوق لا تتحقق مع العقول العرجاء.
د. منال حسنة تكتب: عندما يصاب الامبراطور بإعاقة
لمتابعة موقع نساعد :
اقرأ أيضًا:
أحمد صبري شلبي .. أنا مش عمو وأنا مش طنط
