مقالات الرأى

رامز عباس يكتب .. عتمة القمر

بقلم رامز عباس

لا أحد يخفى عليه جمال القمر ولا روعة ضوئه الأبيض الذي يشدك للنظر إليه حتى الصباح مستمتعًا بروعته.

ولكن حتى القمر نفسه يستمد قوته من الشمس التي هي مصدر قوة كبير في هذا الكون أوجدها الله لتفيد البشر، ولكنها برغم ذلك ليست موضع حبهم وترحابهم مثل مكانة القمر.

فهم عندما تعرضهم لأشعتها الدافئة يصرخون من الحر وعندما تنير لهم الدنيا وتجنبهم بأشعتها أضرارًا أخرى يشتكونها بداخل قلوبهم ويلعنونها نفاقًا بعقولهم.

رغم أنهم الأكثر احتياجًا لها وليس العكس، قبل عام 2018  ظلت شمس ذوي الإعاقة تنير العديد من المجالات وتفيد الغالبية العظمي من المؤسسات والجمعيات في جو عجيب من المشاعر الغير مفهومة بين الطرفين .

فذوي الإعاقة متفائلين بتحسين أوضاعهم واكتشاف مواهبهم وتنميتها وتسويقها، والمؤسسات والجمعيات في واد آخر. واقفة مكانها وقفة غير منظمة، قد يفسرها البعض بالريبة والاستغلال الذي يحدث أيضًا لست أنفيه

بينما يحلل البعض موقفها بالفشل وضحالة التفكير الصحيح، وبين تلك المشاعر المتضاربة والتفسيرات التي لها ما يبررها تم إعلان 2018 عاماً للأشخاص ذوي الإعاقة لتزداد اشعتهم سطوعا وهي ترافق ظل الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تدخل حتى يطمئن لهم قلوب المجتمع وناسه ويحشد لدعم قضيتهم.

وفي مثل تلك اللحظة يفترض أن يكون الإنسان الواعي والمدرك للحقائق هو فقط من يفهم تلك الرسالة حتي ولو وصلت متأخرة.

ولكن الشاهد هو أنه قد ظهرت مئات الآلاف من الأقمار المعتمة تريد أن تلمع مستغلة فرصة ذلك السطوع الزائد لتظهر في السماء على حساب الشمس وحقوقها ومتطلباتها والتي كانت هي المحفز لمرافقة ظل الرئيس.

ظهرت الأقمار هنا وهناك وظلت تقنع الشموس الملائكية بأهمية مشاركة الضوء معهم وهو ما حدث. وفي مساء أحد الأيام اجتمع الناس تحت الأقمار مهللين لها ونسوا إن الشمس التي هي أصل ذلك الضوء وتلك الحياة

ويهمني التأكيد أن الشمس واشعتها المتعددة كانت وستظل صاحبة امتياز لا يمكن لأحد أن يتعدى عليه فهي صادقة، واضحة، واثقة، مبدعة في نشر اشعتها للجميع.

بينما الأقمار تنير السماء وتحت جنحها يسرق السارق ويقتل القاتل ويزداد الطريق للسائرين ظلمة وارتباكا بينما القمر شامخًا معجبا بضوء ليس ملكه بالكامل وواقع لا يعترف به.

أعلم أن الجميع يعشق الشمس ويحبها ويعلم فضلها الذي هو منحة من الله تضاف لمواهبها كمصدر بهجة ولكنهم يحسبونها على طريقة أن الشمس تكلفهم والقمر لا يكلفهم شيء.

الشمس معطاءة ولكنها متطلبة لتستكمل ذلك العطاء ولكن القمر بالسماء متباهيا لا يزعجهم في شيء فضلاً عن جماله الذي ينتهي بعد الفجر ليظل كوكبا مظلما حتي تعطيه الشمس من خيرها وهي ذاهبة لتستريح تحت عرش الرحمن

رفقًا بالشموس أيها المجتمع ،رفقاً بكل ما هو محيط بكم فكل ما من هو مخلوق للسبب الذي خلق له موجود

و كما هو العقل بداخل رؤوسكم لتقييموا الأمور بميزان عادل ويا له من عدل لو تفقهون مراد الله في كونه ومخلوقاته

لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا 

اقرأ أيضًا  

من أبطال ذوي الإعاقة .. مصر تشارك في دورة طوكيو بسبع ألعاب

موريتانيا تبدأ تلقيح ذوي الإعاقة والفشل الكلوي ضد كورونا

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى