مقالات الرأى

رامز عباس يكتب .. الحبل أيضًا انقطع

بقلم رامز عباس

تلد الأمهات أطفالهن في المستشفيات أو المنازل وعندما يخرج الطفل منهم للدنيا يبادره الطبيب بقطع أول صلاته بأمه وهو الحبل السري، وكانت الحجة لذلك الفعل منقسمة وبشكل طبيعي لأمرين إنه سيعتمد على غذائه بالخارج عبر طرق مختلفة وجديدة، وإنه مازال في تلك اللحظة كائن غير مدرك.

ويكبر الأطفال محاطين في أعمارهم الثلاث الأولي بتلك العناية التي ترافق كل شيء جديد ثم يبدأ وقتها الإدراك والشعور بعدم الأمان.

والأسرة منشغلة، فالأب يعمل والأم مضغوطة حسب أولوياتها، فيتضاعف ذلك الشعور مع قلة الوعي بأمور عديدة يوفرها الاستقرار.

الحرص في التعامل مع الآخرين، الاستشعار والانتباه للخطر، المكاسب والخسائر في العلاقات، الحماية من الاستغلال.

وكلها أمور تعلمها الأسرة الغير مفككة لأبنائها، والتفكك هنا ليس فقط حدوث الطلاق، كما يظن الكثيرون، ولكنه أيضاً ما يمكنني أن اسميه “الانفصال الشعوري ”

يعيش الأب والأم والأبناء معًا دون شعور ببعضهم البعض وهي كارثة أكبر من كارثة غياب أحد أفراد الأسرة.

ولكن ما أنا بصدده اليوم بعد تلك المقدمة التي لن تلائم قرائنا المتفائلين أن أتحدث عن أزمة سقوط الفتيات كضحايا لتلك الكارثة وباعتبارهن عمودًا للمجتمع كما أكد علمائنا وأدبائنا وتلك مصيبة أخرى.

فالفتاة منهم تعرف الشاب فيعدها بالزواج ثم ينال منها متعته الجسدية ويتركها ليتعرف بآخري وهكذا.

وتقف الفتاة حائرة بين جملة ” يا بنت أنتِ مراتي ” وجملة “بابا مسافر أو بابا مشغول وأنا خارجة أجلي اللي هتقوليه ليوم تاني ”

فيستبيح الشباب تلك الأجساد التي لا يحميها وجود أو خوف أب ولا تسندها نصائح أو رعاية أم فتتحول في نظر مجتمعنا الذي تفككت أفكاره عن العدل والمساواة والحرية لعاهرة تفعل ذلك برغبتها.

إنها أزمة بدأت بقطع حبل الغذاء بعد الخروج من تلك البطن الكروية الكبيرة لعالم كروي أكبر، حيث تتغير المفاهيم وتتفكك زمنيا لتنشأ مفاهيم أخري تتناقض مع الفطرة والأديان والقيم التي قررتها الجماعات الإنسانية واستقرت عليه.

إنها كارثة تتطلب إعلامًا وفنونًا وقرارًا سياديًا بضرورة إلزام الأسر بتقديم جيل سوي النفس ودعوتها بحماية أبنائها من الانحراف والضياع.

فالفتاة أو المرأة لا تستحق أن نحولها لسلعة نمارس عليها تفككنا وانحلال أفكارنا، أو أن نحولها لمعمل تجارب لحرية زائفة نحن فقط من نعلن عنها ونبشر بها.

أو أن نحولها لوعاء تفريغ الشهوة الجسدية مستغلين شتاتها في تيه الحرمان العاطفي وغياب الاهتمام الأسري، فهل نعقل أم نظل نقطع في ذلك الحبل أيضًا حبل الحياة الآمنة.

لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا 

اقرأ أيضًا 

وزارة التضامن: الدولة تسعى للتمكين الاقتصادي لذوي الإعاقة ونوفر لهم فرص عمل

لاغتصاب فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة بالمطرية .. النيابة تقرر حبس 3 متهمين

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى