مقالات الرأى

أحمد صبري شلبي يكتب .. عليك النداء وعلينا الإجابة

بقلم أحمد صبري شلبي

هل تضمن نتيجة أي عمل أو مجهود أو هواية أو حرفة أو معروف؟

بالطبع لا، فالنتيجة مقدرة عند خالق الأرض والسماوات، لكن ما عليك سوى السعي والعمل وبذل المجهود والتفكير والتخطيط والتدبير ودع النتائج جانبا.

كم من أفكار اغتالها عقلك قبل أن تولد لمجرد أن شغلت نفسك بنتيجتها، وكم من هوايات لم تكلمها وكم من خطوات لم تتخذها وكم من تجارب لم تخوضها لمجرد أنك فكرت في نتيجتها قبل أن تحاول.

أنظر حولك وستجد أن كثيرا من أصحاب المواقف وأصحاب الرؤى والمشاريع والأعمال تجرؤوا وتحرروا من قيود النتائج عند بداية تفكيرهم في أولى خطوات تغيير حياتهم.

استنشط ذاكرتك وحاول استرجاع كم القرارات التي خشيت أن تتخذها وكم الفرص التي فرطت فيها وكم المواهب التي قتلتها خوفا من النتائج وانتظارا للمقابل ولم يُكْتَب لها أن ترى النور بسبب حساباتك المستقبلية التي لم ولن تضمنها.

ما سبق بالطبع ليست دعوة للتهور أو للإقدام على خطوات غير مدروسة أو مخططة بحياتك، فالسعي والمجهود دون حسابات وتخطيط هو مضيعة للوقت ومفسدة للحياة، لكنه محاولة لأن تضع كلا الأمرين في كافتي الميزان، كافة التخطيط والدراسة الصحيحة وتوقع واحتساب النتائج وفي الكفة الأخرى التحرر بقدر ما من هوس التفكير في النتائج المستقبلية.

عندما نعود بالذاكرة لموقف أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام عندما تلقى الأمر الالهي بالأذان في الناس للحج نجد أنه تسائل وشغل تفكيره بنتيجة الإجابة على ذلك النداء، فكانت الإجابة بأن عليك (النداء والسعي والمجهود) والإجابة والنتيجة عند الله، وهو بالفعل ما يحدث حتى يومنا الحالي عندما نرى دعوة أبينا تتحقق يوميا في عمارة البيت الحرام والتسابق والتزاحم على زيارته من شتى بقاع الأرض.

ضع ذلك الأمر صوب أعينك في أن تخطو الخطوة الأولى في السعي والمجهود، لا تتردد في خوض التجارب ولا تتكاسل في التغيير الإيجابي ولا تخشى النتائج ولا تجعلها تسيطر عليك.

وعندما نطبق ذلك الأمر على واقعنا المعاصر في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) نجد أننا ترددنا كثيرا في ابداء الآراء وطرح القضايا وعرض الهوايات وتقديم النصائح خوفا من النتائج.

شغلنا أنفسنا بمدى التفاعل والاعجاب (اللايك) والتعليقات (الكومنت) والمشاركة (الشير)، حاجز منيع فرض علينا سياج من الخوف والإحراج وخسرنا وخسر أصدقائنا بسببه فرصة لعرض محتوى ورؤى جديدة.

أعلم أن النفس البشرية تحتاج للتقدير المعنوي، وأقدر تماما مدى حالة النشوى والسعادة (بل التفاخر أيضا) عندما نتلقى الثناء الإيجابي والتفاعل مرضي على المنشورات (البوستات)، لكن هل سنتوقف وننتظر ذلك الأمر، (بالطبع لا).

أخطو الخطوة الأولى وكن مبادرا وتعلم من أبيك إبراهيم عندما وقف على سفح الجبل وأذن في الناس بالحج في بقعة لا زرع بها ولا ماء ولا بشر، تذكر أنه ما كان عليه سوى النداء وكن متيقنا أن النتائج عند الله سواء في الدنيا أو في محفوظة لك برصيدك في الآخرة (فما عند الله لا يضيع).

أخيرا تذكر أمر في غاية الأهمية، النتائج تأتي على قدر المجهود، قد تتأخر النتيجة أو قد تأتيك في مجال آخر أو في مكان وزمان مختلف (لكنها سوف تأتيك).

النتيجة على قدر المجهود

لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا 

اقرأ أيضًا 

جدول صرف مرتبات مارس 2021 لكل العاملين بالدولة

السكك الحديد: تعديل تركيب قطارى 974 و 975 بين القاهرة وأسيوط بعربات روسية

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى