سلايدرمقالات الرأى

رولا كنفاني تكتب .. من عـلمني حرفـًا

بقلم رولا كنفاني

عدة أقوال مأثورة قدرت المعلم ومنحته الاحترام كمقولة الشاعر الكبير أحمد شوقي “قم للمعلم وفه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولا” ولذا فدور المعلم كبيرًا في بناء عقول المجتمعات والنهوض بأبنائها.

المعلم هو حجر الأساس في العملية التربوية والتعليمة للعبور بالمجتمع من الجهل الى العلم والمعرفة، وهو القائم بدور الأبوين في تكوين الضمير وتنمية الشخصية الإنسانية.

عندما كنا صغارًا كان للمعلم قيمة وقدرًا عاليًا في المجتمع، كنا نحترم المعلم ونخشى التقليل من شأنه أو مكانته أمام أصدقائنا أو أسرتنا لما تربينا عليه في بيتونا فالأسرة هي الأساس في التربية والأخلاق وتعلمنا بها احترام للكبير سنًا وقدرًا.

قديمًا لم يجرؤ الطالب أو ولي الأمر على إهانة المعلم مهما بلغ الأمر، بل كان ولي الأمر ينحاز إلي المعلم ضد أولاده رغم شدته أحيانًا إيمانًا بقدسية مهنته في تعليمنا.

وكانت صلاحية المعلم داخل الفصل وخارجه شبه مطلقة في التعامل مع الطلاب.

مما جعل للمعلم مكانة خاصة ومرموقة فهو سر نجاح الطالب في حياته، مكملًا للأسرة في التربية، فخرج من تحت يده جيل معتمدًا على نفسه، جيل يتحمل مسؤوليات نفسه ومجتمعه، جيل يصبر ويتحمل الحياة.

أما في وقتنا الحاضر أصبح المعلم شخصًا مهمشًا محبطًا، محاسبًا على أي أمر يفعله وأصبح بعض من أولياء الأمور يقللون من شأنه أمام أبنائهم.

ومنهم من ينتظر الخطأ حتى يقوم بمحاسبته ورفع شكوى ضده وبعض الأسر تهمل واجباتها تجاه ابنائها وتحمل المعلم مسؤولية فشل الأبناء بسبب عدم المتابعة من قبل الوالدين.

وأصبحت ظاهرة الاعتماد على الدروس الخصوصية سببًا في التقاعس عن أداء الواجبات المدرسية فيعتمد الطالب على المعلم الخصوصي وبذلك يلغي دور المعلم ويستغنى عن شرحه.

كما ضعفت هيبة المعلم في نفوس الطلبة وكثيرًا أصبحنا نقرأ في الصحف عن المشاجرات بين الطلبة والمعلم وذلك يؤدي إلى انتقاص هيبة المعلم.

وأيضا اولياء الأمور الذين يقومون بتعنيف المعلم أمام أبنائهم بسبب أن المعلم قام بدوره في تقويم الطالب مما يدفع أولياء الأمور بالذهاب إلى مدير المدرسة مهددًا بسحب أوراق ابنهم في حال لم يقم المعلم بالتصالح مع الطالب وارضائه لأنه جرح مشاعر الطالب متناسين قيمة المعلم ومكانته فأصبحت مقوله الشاعر أحمد شوقي قم للمعلم في خبر كان.

كيف تطمعون في إنتاج جيل يحترم الكبير ونحن بأيدينا نقضي عليه بكثرة الدلال وعدم التربية الصحيحة.

لابد من رجوع التعاون بين الأسرة والمعلم لتحسين العلاقة بين المعلم والطالب لينعكس إيجابيًا على الطالب ويسهم في رفع مستواه الدراسي ويعزز قدرة الطالب على التفوق والنجاح في دراسته ويساعد المعلم على أداء رسالته من دون تقصير والتميز في عمله.

“ما أشرقت في الكون أية حضارة إلا وكانت من ضياء معلم”

متابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا 

اقرأ أيضًا 

ذوي الاحتياجات الخاصة .. كيف يستفيد أصحاب الهمم من قرار وزيرة الصناعة 2021؟

بطاقة الخدمات المتكاملة 2021 ..رابط الاستعلام عن صدور الكارت الذكي للمعاقين

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى