سلايدرمقالات الرأى

أمير الظواهري يكتب .. بأصحاب الهمم وذوي الاحتياجات الخاصة نرتقي

 

تختلف وتتعدد المفاهيم المرتبطة بذوي الاحتياجات الخاصة، إذ توجد فئة من المختصين الذين أكدَّوا أنَّ ذوي الاحتياجات الخاصة أو “أصحاب الهمم” كل شخص يعاني من قصور في قدراته الجسدية، أو الحسية، أو العقلية، أو الاتصالية، أو التعليمية، أو النفسية، بشكل كلي أو جزئي، دائم أم مؤقت، وذلك نظرًا للجهود الجبارة التي يبذلها كل شخص من هذه الفئات في التغلب على التحديات اليومية لتحقيق الإنجازات المختلفة.

ويجب في البداية أن يعلم كل فرد منا أن ذوي الهمم هم جزء لا يتجزأ من المجتمع لهم نفس الحقوق والواجبات

وحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية فإن هذه الفئة تمثل نسبة 15% تقريبًا من السكان في كل دولة من دول العالم.

لذلك فأن من أهم الأشياء التي يجب علينا اتباعها هو معاملتهم كمعاملة جميع الناس بدون الاستخفاف بقدرتهم وذكائهم فكل انسان في هذه الحياة له احتياجات خاصة.

لأننا أن نصرنا سيكون هم سبب من الأسباب لقوله صلى الله عليه وسلم

“ضعاف الأمة بهم تنصرون وبهم ترزقون”.. حديث شريف

وقد حدثت طفرة غير مسبوقة شهدها العالم هذا القرن عن القرون السابقة واهتم بذوي الهمم بعدما تنحّى جانبًا عن نظريات عنصرية، فاسدة، تدعو إلى إهمالهم في القرون السابقة، بزعم أن هؤلاء لا فائدة منهم ترتجى للمجتمع.

وإذا نظرنا -سريعًا- إلى تاريخ الغرب مع ذوي الهمم ، فإننا  نجد مجتمعات أوروبا القديمة قد شهدت إهمالاً واضطهادًا صارخًا لهذه الفئة من البشر، فلقد كانت هذه المجتمعات تقضي بإهمال أصحاب الإعاقات، وإعدام الأطفال المعاقين.

بل أن الفيلسوف الشهير (أفلاطون) أعلنها وقال

أن ذوي الاحتياجات الخاصة فئة خبيثة وتشكل عبئًا على المجتمع، وتضر بفكرة الجمهورية.

وفي الوقت الذي تخبط فيه العالم بين نظريات نادت بإعدام المعاقين ذهنيًا وأخرى نادت باستعمالهم في أعمال السخرية اهتدى الشرق والغرب أخيرًا إلى “فكرة” الرعاية المتكاملة والاهتمام بذوي الهمم  .

هذه نظرة سريعة وعامة عن ذوي الهمم في العالم في القرون الماضية

وتحديدا في مصر وبعد سنوات طويلة من التهميش والإهمال، يشهد ملف ذوي الاحتياجات الخاصة تطورًا شديدًا، ومدعومًا باهتمام ودعم رئاسي منقطع النظير.

حيث نفذت الدولة العديد من التدابير والسياسات لتعزيز حقوق الأشخاص ذوى الهمم، حتي أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي القانون الجديد لذوي الاحتياجات الخاصة رقم 10 لسنة 2018

حيث منح القانون مميزات جديدة لفئة ذوي الإعاقة والذي كان بمثابة طوق نجاة يحمل الكثير من المكتسبات والحقوق عن المعمول به والصادر منذ 43 عاما

وأشاد بهم قائلاً إن لهم «أرصدة عند الله وأنه كلما زادت نسبة الاحتياج زاد الرصيد، وحكايتنا مع ربنا حكاية كبيرة أوى». وطالب الرئيس ذوي الاحتياجات الخاصة بالدعاء لمصر أن يحفظها من كل سوء.

فيجب على المجتمع أن يتقبل وجود ذوي الاحتياجات الخاصة ورعايتهم وإعطائهم جميع الحقوق التي تكفل لهم العيش بكرامة والتي تمكنهم من الاندماج في المجتمع ومحاولة الاستفادة منهم ومن قدراتهم لأن هذا الأمر سوف يعزز من ثقتهم في أنفسهم وثقة المجتمع بهم، فعندما يشعر الشخص المعاق انه يحصل على مساواة في العمل مثله مثل الشخص العادي دون تمييز أو ظلم، وأيضا  توفير الدولة له نقابات خاصة بهم لتكون مسئولة عن حقوقهم وتنظيم اجتماعات للمطالبة بالحقوق الجماعية والتمييز بين الحق والرعاية، وحمايتهم من البطالة حينها يشعرون  بالسعادة .

ومن صور هذه الرعاية

– العلاج والكشف الدوري لهم.

– تأهيلهم وتعليمهم بالقدر الذي تسمح به قدراتهم ومستوياتهم.

– توظيف مَن يقدر منهم على العمل .

هذا عن حقهم من الدول والمؤسسات.

أما عن حقهم من الأشخاص فأنا أحدثكم بلسانه هو  :

عزيزي ليس كل من جلس على كرسي معاق لا بل هناك معاق غيره

هو معاق الأخلاق ومعاق العقل ومعاق الضمير والتفكير

نعم أذني لا تسمع ولكن هنا قلبي يسمع وينظر وبه عزمي

يقال عني معاق ولم تعق عزميتي.

المعاق يا عزيزي إنسان كسائر البشر له إحساسه وكيانه وتفكيره، بل بسبب معاناته ممكن أن يكون أكثر إحساسًا .

ذوي الإعاقة إنسان طموح كسائر البشر لا يحب الهزيمة لا يحب نظرات العطف والشفقة.

المعاق يحتاج إلى من يفهمه ويمد له يد العون ويفتح له الباب على مصراعيه، فكلمة “انت قادر” كلمة قد تحرض معوق على كسر حدود الإعاقة بما يعجز عنه أصحاء الأبدان.

يا عزيزي خلقنا الله مختلفين، لنكمل بعضنا، لا لنؤذي غيرنا، وأكثر من يطبق تلك القاعدة هم أصحاب الهمم، لم يعرفوا الكبر ولم يتلونوا كسائر البشر.

يا عزيزي أنا ليس نكرة أو صفحة مطوية في ذاكرة النسيان.

أنا من أصيب في عمل أو من مرض أو في حادثة أو وراثة فلم أضعف ولست ممن استكان، أنا القانون والموظف والعامل والفني والتاجر والمزارع والطالب، أنا طه حسين وروزفلت وبيتهوفن الفنان، أنا من تخطّى صعاب الحياة ومشى قِدَماً لتنمية العمران.

لن أستجدي مشاعركم اليابسة انتظروني لأثبت للعالم أجمع أن من ابتلي بإعاقة الجسد حاله أفضل ألف مرة من الذي ابتلي بإعاقة الروح .

متابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا 

اقرأ أيضًا 

اتحاد أمهات مصر يطالب بتوفير نماذج امتحانات طلاب الدمج على المنصات التعليمية

رابط وزارة التربية والتعليم لوظائف مدارس التكنولوجيا التطبيقية ومواعيد التقديم

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى