سلايدرمقالات الرأى

دكتور أحمد خاطر يكتب .. أسباب فقد السمع وإشارات لزارعي القوقعة

 

السمع حاسة من حواسنا الخمس وهو مثال بارع لقدرة صنع الله الذي اتقن كل شيء صنعه سبحانه وتعالى فهو وسيله للفهم والتواصل مع الآخرين.

وبدون حاسة السمع لا يستطيع الانسان ان يتكلم فمن لا يسمع، لا يتكلم وهو أحد أهم الوسائل -مع حواس أخرى- للتعلم .

نسبة فقد السمع في العالم

وقد أظهرت الدراسات الإحصائية أن نسبة تتجاوز 5% من سكان العالم – 466 مليون شخص – يعانون من فقدان السمع.

وتزداد هذه النسبة مع التقدم في العمر حيث أظهرت الدراسات أيضًا أن نحو ثُلث الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا يعانون من فقدان السمع.

أسباب فقدان السمع

يُمكن أن تكون أسباب فقدان السمع خلقية أو مكتسبة.

الأسباب الخلقية

الأسباب الخلقية تؤدي إلى فقدان السمع منذ الولادة أو حدوثه بعد الولادة بزمن قصير.

ويُمكن لفقدان السمع أن ينجم عن عوامل جينية وراثية وغير وراثية أو عن مضاعفات معيّنة خلال الحمل والولادة، بما في ذلك:

  • مرض الأم بالحصبة الألمانية أو الزهري أو عداوى أخرى خلال الحمل؛
  • انخفاض الوزن عند الميلاد؛
  • الاختناق الولادي (نقص الأكسجين أثناء الولادة)؛
  • الاستخدام غير السليم للأدوية السامة للأذن خلال الحمل (مثل الأمينُوجلوكُوزيدات والأدوية السامة للخلايا والأدوية المضادة للملاريا والأدوية المدرّة للبول)
  • ارتفاع نسبة الصفراء الذي يصيب الأطفال الحديثي الولادة

الأسباب المكتسبة

تؤدي الأسباب المكتسبة إلى فقدان السمع في أي سن، مثل:

  • الأمراض المعدية مثل التهاب السحايا والحصبة الغده النكفيه؛
  • التهاب الأذن المزمن؛
  • تجمّع السوائل في الأذن (التهاب الأذن الوسطى)؛
  • استخدام بعض الأدوية مثل الأدوية المستخدمة لعلاج الملاريا والسل المقاوم للأدوية والسرطانات؛
  • إصابة الرأس أو الأذن؛
  • التعرض لأصوات صاخبة مثل الأصوات المنبثقة عن استخدام أجهزة سمعية شخصية عالية الصوت لفترات مطوّلة
  • الشيخوخة
  • الشمع أو الأجسام الغريبة التي تسد قناة الأذن.

أثر فقدان السمع

الأثر الوظيفي

يؤثر أحد أهم آثار فقدان السمع في قدرة الشخص على التواصل مع الآخرين.

ويؤدي صمم الأطفال إلى تأخر قدرتهم على الكلام .

كما أنها تسبب ضررًا كبيرًا لأداء الأطفال الأكاديمي. غالبًا ما تزداد معدلات رسوب الأطفال وحاجتهم إلى المساعدة التعليمية.

الأثر الاجتماعي

يسبب فقد السمع شعورًا بالوحدة والعزلة والإحباط، لا سيما بين كبار السن ممن يعانون من فقدان السمع.

الأثر الاقتصادي

تنجم عن حالات فقدان السمع غير المعالجة تكاليف عالمية سنوية قدرها 750 مليار دولار أمريكي.

حسب تقديرات المنظمة تشمل تكاليف قطاع الصحة (باستثناء تكاليف الأجهزة السمعية).

وتكاليف دعم التعليم والخسائر في الإنتاجية والتكاليف المجتمعية.

أهمية الاكتشاف المبكر لضعف السمع والفترة الذهبية لاكتساب اللغة

لا يمكن تجاهل الآثار المترتبة على التأخير في اكتشاف الإعاقات السمعية.

حيث أن معظم القدرات اللغوية تبدأ في التطور خلال السنة الأولى من العمر.

وإذا اجتاز الطفل سنته الأولى من دون أي تدخل طبي فهو بالتأكيد سيعاني من مشاكل في اللغة.

كما أن الاكتشاف المتأخر لضعف السمع يجعل الأطفال يعانون من تأخر في كافة جوانب الحياة الاجتماعية والعاطفية.

وبالتالي يؤثر على النمو المعرفي والأكاديمي. توجد فترة تسمى بالفترة الذهبية لاكتساب اللغة ( Critical period for language acquisition )

وهى فترة مهمة جدًا لاكتساب اللغة وتمتد من عمر السنة الأولى في حياة الطفل وحتى السنه الخامسة من عمر الطفل.

وفيها تكون قدرة خلايا المخ أعلى ما يمكن للتعلم واكتساب اللغة وكلما كان التدخل مبكرًا كانت الاستفادة أكبر وأفضل.

ومن هنا تأتي أهمية برنامج المسح السمعي للمواليد.

حيث يسهم اكتشاف ضعف السمع لديهم قبل مغادرتهم المستشفى والبدء بعد ذلك بتطبيق برنامج التأهيل السمعي في تخفيف حدة التأثيرات السلبية لضعف السمع.

إذ تتم تنمية المهارات اللغوية والأكاديمية والاجتماعية للطفل، بحيث يصبح قادرًا على الاختلاط بالمجتمع بشكل طبيعي.

لمن يكون المسح السمعي؟

يتم إجراء الفحص السمعي لجميع المواليد سواء أكانوا مصابين بمرض خلقي أم لا.

ولا ينبغي الأرتكان فقط إلى وجود أو عدم وجود إحدى المتلازمات أو الأمراض الوراثية حتى نقوم بفحص السمع للمولود.

بل يجب فحص جميع المواليد من دون استثناء.

ورغم أهمية العامل الوراثي في ظهور ضعف السمع، إلا أن معظم الأطفال الذين يتم اكتشاف ضعف السمع لديهم منذ الولادة لا يوجد في أسرهم أحد مصابًا بضعف السمع.

ومن هنا تزداد أهمية إجراء المسح السمعي لجميع المواليد الجدد حتى ولو لم يكن أحد من العائلة مصابًا بضعف السمع الخلقي.

ويتضمن الفحص إجراء فحصين أساسيين وهما فحص الانبعاث الصوتي للقوقعة (OAE’S)  وقياس الجهد المثار لجذع المخ (  ABR).

كما أن الفحص غير مؤلم للطفل ويتطلب أن يبقى الطفل نائمًا.

ما هي الحالات التي يحتمل إصابتها بضعف السمع بنسبة مرتفعة؟

تاريخ العائلة يتضمن وجود ضعف سمع حسي عصبي وراثي.

إصابة الأم اثناء الحمل ب (الحصبة الألمانية Rubella ,الهيربس herpes  ,السفيلس syphilis  ,الفيروس المضخم للخلايا  cytomegalovirus , التوكسوبلازما  toxoplasmosis).

التشوهات الخلقية للرأس والوجه والتي تشمل الأذن الخارجية (الصيوان وقناة الاذن).

وزن المولود أقل من (1500) جرام  عند الولادة.

ارتفاع نسبة البلوروبين في الدم لدرجة احتياج الطفل لنقل الدم (اليرقان الولادي- الصفار).

تعاطي الأم الحامل للأدوية والعقاقير الضارة بالسمع (مثل بعض المضادات الحيوية الجينتامايسين).

التهاب السحايا الجرثومي.

نقص الأكسجين أثناء وبعد الولادة وتعرض الوليد للإنعاش والتنفس الصناعي لمدة 5 أيام أو أكثر.

الصفات الوراثية للمتلازمات التي تشمل ضعف سمع (مثل متلازمة داون).

تدني معدل فحص الوظائف الحيوية عند المولود (معدل أبجر من 0-4 لمدة دقيقة أو من 0-6 لمدة 5 دقائق بعد الولادة

ماذا لو لم يجتاز الطفل الفحص الأولى؟

إذا لم يجتاز الطفل الفحص الأولي أول مرة يعاد فحصه مرة ثانية بعد شهر.

وهناك عدد من الأسباب لعدم اجتياز الطفل الفحص أول مرة.

حيث أنه قد يكون هناك سائل في أذن الطفل من عملية الولادة أو يكون الطفل مستيقظا مما قد يؤثر على نتائج الفحص.

وإذا لم يجتاز الطفل الفحص الأولي للسمع في المرة الثانية من الضروري أن تتم متابعة الفحوصات التقيمية للسمع مع أخصائي سمع لفحص سمع الأطفال والمواليد.

حتى إذا اجتاز الطفل الفحص يتابع في مراحل عمره بعيادة السمعيات.

أما إذا لم يجتاز الفحوصات الأولية فيتم أيضًا إعادة الفحص بالشهر الثالث لتأكيد الإصابة.

ثم التشخيص وتحديد الوسيلة المناسبة للتدخل العلاجي قبل سن ستة أشهر من عمر الطفل.

كيف يتم علاج ضعف السمع؟

يوجد أنواع كثيرة من ضعف السمع أهمهم ضعف السمع التوصيلي وضعف السمع الحسى العصبي.

ويختلف العلاج على حسب النوع والدرجة وشكل ضعف السمع .

العلاج الدوائي أو الجراحي هو المتبع دائما في حالات ضعف السمع التوصيلي الذى ينتج دائمًا من الاذن الخارجية أو الوسطى دون ان يؤثر على خلايا السمع في الأذن الداخلية.

كما يكون علاج ضعف السمع الحسي العصبي بناء على تحديد درجة ضعف السمع وشكله.

والمقصود بشكل ضعف السمع أي تأثيره على الترددات المختلفة للسمع فمثلا في بعض الحالات يكون التأثير.

أكثر على الترددات العليا دون الترددات المنخفضة أو العكس.

سماعات الأذن ما قبل زراعة القوقعة

في حالات ضعف السمع الشديد والتي لا تستفيد من سماعات الاذن يجب عدم ضياع الوقت وفقد الفترة الذهبية لاكتساب اللغة.

فمن الأخطاء الشائعة هو ضياع الوقت في تجربة سماعه ربما تكون 6 شهور ثم 6 شهور ثم 6 شهور.

وهكذا يضيع الوقت وبعد فوات الأوان يتم توجيه الأسرة لزراعة القوقعة.

وللأسف نكون فقدنا الوقت الذهبي لاكتساب اللغه والاستفادة الكاملة من زراعة القوقعة.

كما يجب أن يشمل تقييم الاستفادة من سماعات الأذن التقييم السمعي والتقييم اللغوي لأن التقييم السمعي وحده لا يكفي لاتخاذ القرار المناسب.

زراعات السمع وأمل الصم:

تشمل زراعات السمع أنواع عديدة ومختلفة ولها تطبيقات مختلفة بناء على درجة ضعف السمع.

ومنها زراعة القوقعة (Cochlear implant) وزراعة السماعات الاهتزازية للأذن الوسطى (Middle ear implants ) والسماعات الناقلة للصوت بالذبذبات العظمية ( BAHA  ) ولكل حالاتها.

فزراعة القوقعة تصلح لفاقدي السمع الشديد إلى الشديد جدًا في الأذنين.

والتي لا تستفيد من سماعات الاذن على أن يكون التدخل في سن مبكرة قبل نهاية السنة الخامسة.

إذا ولد الطفل فاقدًا للسمع أما إذا فقد السمع بعد اكتساب اللغة فيمكن زراعة القوقعة في أي سن.

هل سماعة الأذن الوسطى بديلة لزراعة القوقعة؟

أما السماعة المزروعة للأذن الوسطى فهي ليست بديلة لزراعة القوقعة.

حيث تصلح فقط لحالات فقد السمع التوصيلي أو المختلط متوسط الشده والتي لا تستفيد من الجراحات العادية.

ولا يستفيد المريض من استخدام السماعات العادية.

والسماعة العظمية تستخدم في حالات فقد السمع التام في أذن واحدة.

أو حالات العيوب الخلقية في الأذن الخارجية أو انسداد القناة السمعية الخلقي.

كما تستخدم في حالات التهابات الأذن الوسطى المزمنة والتي تمنع استخدام السماعات العادية.

أما الحالات التي لا يوجد بها عظمة القوقعة أو لا يوجد بها عصب سمعي فلا تصلح معها زراعة القوقعة.

وإنما تصلح لها زراعة جهاز سمعي في جذع المخ (Brainstem implant) .

علاج ضعف السمع بالخلايا الجذعية الجنينية

تتمثل المهمة الرئيسية للعلاج بالخلايا الجذعية أنه في حالة تلف الخلايا الحساسة في الأذن الداخلية (ليفية القوقعة).

يتم تجديدها عن طريق إدخال الخلايا الجذعية. وقد خطا الباحثون في حقل السمع خطوة مهمة في مجال علاج الصمم.

بعد أن نجحوا في استخدام الخلايا الجذعية في إعادة السمع عند الحيوانات لأول مرة.

كما يقول العلماء إن أي نجاح مماثل في علاج الإنسان سوف يعد تطورًا كبيرًا إلا أن إمكانية علاج الإنسان بهذه الطريقة لا تزال بعيدة.

علاج ضعف السمع بالجينات

هو وسيله أخرى يتم تجربتها لعلاج فقد السمع حيث تتضمن علاج الجينات محاولة إصلاح أو استبدال جين متحور، أو تعطيل جين متحور، أو إدخال نسخة وظيفية من الجين في الجسم.

كيفية الوقاية من ضعف السمع؟

يشار إلى إمكانية الوقاية من نصف جميع حالات فقدان السمع بصفة عامة من خلال اتخاذ التدابير في مجال الصحة العمومية.

وتشمل أسباب فقدان السمع التي يمكن الوقاية منها لدى الأطفال عمومًا ما يلي:

  • أمراض مثل النكاف والحصبة، والحصبة الألمانية والتهاب السحايا والعدوى بالفيروس المضخم للخلايا والتهاب الأذن الوسطى المزمن (31 %).
  • مضاعفات أثناء الولادة مثل الاختناق الولادي ونقص الوزن عند الميلاد وصفراء حديثي الولادة.
  • استخدام أدوية سامة للأذن لدى الحوامل والمواليد.

تشمل بعض استراتيجيات الوقاية البسيطة ما يلي:

  • لقاحات الأطفال ضد أمراض الطفولة، بما في ذلك الحصبة والتهاب السحايا والحصبة الألمانية والنكاف؛
  • لقاحات المراهقات والنساء في سن الإنجاب ضد الحصبة الألمانية قبل الحمل؛
  • تحري الزهري وسائر العداوي في صفوف الحوامل وعلاجهن.
  • تحسين الرعاية السابقة للولادة وفي الفترة المحيطة بالولادة، بما في ذلك تعزيز الولادة الآمنة.
  • الحد من التعرض (المهني والترفيهي على حد سواء) للأصوات العالية من خلال إذكاء الوعي بالمخاطر.

وإعداد التشريعات ذات الصلة وإنفاذها؛ وتشجيع الأفراد على استخدام أجهزة الحماية الشخصية مثل سدادات الأذن وسماعات إلغاء الضوضاء وسماعة الرأس.

  • فحص التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال، يتبعه تدخلات طبية وجراحية مناسبة.
  • تلافي استخدام الأدوية السامة للأذن، إلا بوصفة من طبيب مؤهل وتحت إشرافه.
  • إحالة الرضع المعرضين لعوامل خطر شديدة (مثل من لديهم تاريخ أسري منطوٍ على الصمم.

أو من يكون وزنهم منخفضًا عند الميلاد أو من يعانون من الاختناق الولادي أو اليرقان أو التهاب السحايا).

من أجل إجراء تقييم مبكر لسمعهم وتشخيص حالتهم سريعاً واتخاذ التدابير العلاجية المناسبة.

الدكتور أحمد خاطر استشاري الأذن ومؤلف كتاب زراعة القوقعة إرشادات وحلول

متابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا 

اقرأ أيضًا 

الدكتورة هند محمود تكتب .. الإدراك السمعي وتأخر اللغة لدى الأطفال

كورونا في مصر هل يُلغي امتحانات الجامعات؟طبيب:العدوى في الأماكن المغلقة كارثية

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى