سلايدرمقالات الرأى

رضا عبد السلام يكتب .. يوم أصحاب الهمم

 

الثالث من ديسمبر هو اليوم الذي خصصته الأمم المتحد كيوم للأشخاص أصحاب الهمم وذوي الإعاقة في العالم.

بدء من عام 1992 وعلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس بقوله

” مع تعافي العالم من هذه الجائحة، يجب علينا ضمان مراعاة تطلعات وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في عالم يتسم بالشمول.

ويوفر تسهيلات الوصول، ويفي بمقومات الاستدامة بعد كوفيد-19.

ولا يمكن تحقيق هذه الرؤية إلا من خلال التشاور الفعال مع الأشخاص أصحاب الهمم والمنظمات التي تمثلهم. ”

ماذا قالت منظمة الصحة العالمية عن اليوم العالمي للإعاقة؟

وأعجبني ما كتبته منظمة الصحة العالمية على صفحتها على الإنترنت بشأن ذوي الإعاقة وأصحاب الهمم حيث كانت الكلمات معبرة عن الواقع الذي تعيشه هذه الفئة من العالم.

عدد ذوي الإعاقة في العالم

وتشير تقديرات المنظمة إلى معاناة أكثر من مليار شخص أي حوالي 15% من سكان العالم من شكل أو آخر من أشكال الإعاقة.

ويُتوقع أن يرتفع هذا العدد نظرًا إلى شيخوخة السكان وزيادة معدلات انتشار الأمراض غير السارية.

وعلى الرغم من وجود صلة بين الإعاقة والحرمان، فلا يتساوى جميع الأشخاص ذوي الإعاقة في مستوى الحرمان.

والأمر يعتمد أساسًا على السياق الذي يعيش فيه الأشخاص ذوو الإعاقة.

وعلى مدى تكافؤ الفرص في حصولهم على الخدمات الصحية والتعليمية والوظائف في جملة أمور.

وفي هذا اعتراف من هيئة أممية ما يعانيه هؤلاء في الدول الفقيرة أو ذات الإمكانات الضعيفة.

من ضياع حقوقهم في الصحة والتعليم وفي سبل الإتاحة والتمكين

ويجدر بنا في هذا اليوم أن نذكر هؤلاء الذين حققوا نجاحاتهم في كافة مجالات الحياة.

بالرغم من الإعاقة في المجال السياسي والديني والعلمي والثقافي والفني.

وأصبحوا علامات مضيئة في مسيرة الإنسان التاريخية وسطروا في كتاب الإنسانية سطورًا من نور.

يهتدي بها كل من يريد أن يتعلم درس الإرادة الإنسانية في معترك حياة لا ترحم.

هؤلاء نجحوا وأبهروا العالم رغم الإعاقة

فهذا أبو العلاء المعري الشاعر والفيلسوف، والمفكر العربي الذي أبدع في مجاله بما لم يستطع أحد في زمانه أوفي غير زمانه.

ومن يقرأ رسالة الغفران يتبين له كم كان هذا الرجل مبدعًا في تصور للدراما التي كتبها في هذا الكتاب.

وسبق بها عصره، وهذا موسي بن نصير الذي يصفه الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء:

“الأمير الكبير أبو عبد الرحمن اللخمي متولي إقليم المغرب وفاتح الأندلس وكان أعرج مهيبًا ذا رأي وحزم.”.

ومن العصر الحديث الدكتور طه حسين أيقونة التحدي المصرية الذي كان أديبًا وكاتبًا وروائيًا ومفكرًا وأول من طالب بأن يكون التعليم كالماء والهواء.

ومن الغرب هيلين كيلر الأمريكية التي انتصرت في معركتها على ثلاث إعاقات السمع والبصر والبكم.

وكانت حياتها مُلهمة لكل المعاقين في العالم، وأهم ما كان يميزها فطرتها السليمة.

حيث كانت ترجع كل شيء في تفويض لله سبحانه وتعالي ولها مجموعة من الكتب أهمها كتاب “حياتي العجيبة” ومن أشهر مقولاتها:

” عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا ”

وستيفن هوكنج هذا الفيزيائي الذي يذكر كأهم عالم فيزياء في العصر الحديث الذي بني لنفسه مجدًا تاريخيًا في مجال العلم.

وهو يجلس معظم عمره على كرسي متحرك قد تختلف معه في قضية الإيمان، وقد تقول له إن حياتك نفسها دليل علي ما تنكر وجوده.

حيث أخبره الأطباء وهو في مقتبل شبابه أنه لن بعيش أكثر من عامين بعد مرضه ولكنه عاش أكثر من خمسين عاما بعدها.

هؤلاء أمثلة لآلاف غيرهم يضعون أقدامهم علي أول طريق يبدو صعبًا، لكن ذائقة طعم النجاح فيه لا تعادلها ذائقة.

وأن الصبر والجد والتعب في بدايته ستكون عاقبتها في نهايته احترام المرء لذاته واحترام العالم كله له.

واسمحوا لي أن أختم هذا المقال بما أنهيت به كتابي عن سيرتي الذاتية “نقوش علي الحجر” في ص 479

هذه حياتي 

مولودًا منذ نزلت بصعقة المفاجأة وهول الموقف الرهيب.

آية لمن تمني من لا قلب له ألا تعيش فعاشت تنقش النقوش علي أحجار الحياة.

روحًا ونفسًا سكنت في مهدها أمي وأبي قلبًا وعطفًا وصدرًا وثيرًا وحدبا ودفئا.

طفلا بلا جناحين مجهول الطالع يطرق علي أبواب قدر الله الذي يفتح للسالكين إليه الدرب فيحبو ويقف ويسند الظهر المتعب علي جناب فضل الله فتستحيل الوهدة سلما للصعود والترقي.

تلميذًا مطرودا من رحمة البشر الناقمين عليه نعمة الحياة يمسك بين فكيه القلم ليكتب درسًا لمن عجزوا عن رؤية العدل الإلهي في خلقته.

 هذه حياتي

مذيعًا يسبح صوته فوق موجات الهواء يعلن أن صاحبه خاصم العجز وصادق في الطريق وجه السلامة وبث للمستحيل لحن التوافق والقبول.

زوجا يحمل طوقًا من الفضل لمن سهرت عمرًا علي بابه تنتظر النداء.

أخا يحمل في قلبه حبًا لإخوة له أسكنوه في غرف القلوب وقاسموه فرحة الوصول ومسرة اللحظات السعيدة الهانئة وواسوه عند هجوم قلوب من تتر البشر وذئاب الكائنات القاسية.

صديقًا لمن صادقوا الود وعلموا الإخلاص كيف يكون في بسمة حانية أو كلمة شافية وراحوا يسكنوا قلبي الذي أحبهم مهجهم النقية الطاهرة.

هذه حياتي

الحمد لله رب العالمين

متابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا 

اقرأ أيضًا

وزير الشباب يقرر خفض 75% من اشتراك مراكز الشباب..قرار مع إيقاف التنفيذ 

رضا عبد السلام باليوم العالمي للإعاقة: يجب حصول ذوي الاحتياجات على حقوقهم

 

 

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى