سلايدرمقالات الرأى

أحمد صبري شلبي يكتب .. خذ الثمرة ودع الشجرة

 

يُحكى أن مُعلِّم كان يعاني من بعض العيوب في تصرفاته أثناء تدريسه لبعض المواد. مما دفع أحد طلابه لتوجيه سؤال في شكل لوم وعتاب كيف لك تدرس لنا وعندك تلك العيوب.

وما كان من المعلم إلا أن يجيبه بأن يأخذ الطالب من علومه ويترك عيوبه فالمعلم مثل الشجرة تأخذ منه الثمرة وتترك الشجرة.

قاعدة منهجية وضعها ذلك المعلم لتنير طريق المعرفة في فكثيرا نتوقف عند الشخص.

ونترك ما يقدمه ونظل ننقد ونستهلك الوقت في اكتشاف عيوبه ونترك وننسى ما يقدمه سواء من علم أو أراء أو حتى سلعة.

لا أحد بلا عيوب، يجب أن نضع تلك القاعدة نصب أعيننا، فلا أحدٌ منا بلا عيوب شخصية أو مهنية.

لذا فلا تنتظر أن تجد ذلك الشخص المثالي حتى وإن كنا نسعى دائما للكمال وإصلاح العيوب.

ولكن يجب أن نحترم ونستوعب تلك العيوب من ذلك الشخص خصوصا عندما يكون لدى ذلك الشخص مصدر للعلم أو الرأي.

فهو مثل الشجرة نأخذ منه الثمرة المفيدة وندع الشجرة.

ما لا ينفعك قد ينفع غيرك، فلنفرض أنك لا تفضل نوع معين من الفاكهة أو الثمار.

هل ذلك يمنح لك حق التقليل أو التسفيه لتلك الشجرة، بالطبع لا.

فتلك الثمرة (الرأي) الذي يقدمه ذلك الشخص (الشجرة) مفيد ومحبب لدى الآخرين لذا عليك تقبل الاختلاف والتنوع في الآراء (الثمار).

لا تتعجل بالحكم، كثيرًا ما نجد سيل من الانتقادات لشخص (شجرة) عن أرائه وأفكاره (الثمرة).

دون الاستماع لذلك الرأي لمجرد أنك حكمت على الشخص قبل استيعاب أو فهم رأيه كاملا.

مما يدفعك لاستصدار حكم منقوص وبالأصح مغلوط لأنك لم تمنح نفسك أو تمنح الرأي وصاحبه الوقت والتركيز الكافي.

مراعاة ظروف الزمان والمكان والثقافة، حيث تختلف بعض الآراء تبعا لاختلاف الزمان والمكان والثقافة التي وِلَد فيها.

لذا ويتضح ذلك بشكل أكثر في الفتاوى الدينية.

فالكثير منا لا يضع تلك العوامل التي دفعت صاحب الرأي لاستصدار ذلك الأمر أو الرأي ويوجه سهام انتقاده للشخص (الشجرة) متناسيا تلك الظروف ويفقد الرأي قيمته.

شروط يجب توافرها في الشجرة

لا ينبغي فهم ما سبق أن كل شجرة يؤكل ثمارها، فهناك عدة معايير يتطلب توافرها مثل صحة المعلومة أو الرأي والتحري على القدر المسموح في صدق نوايا الشجرة حتى لا تجد نفسك تتشرب معلومات أو قيم سيئة مختلطة برأي جيد ظاهريا.

الحجاج بن يوسف الثقفي كنموذج

لا يختلف اثنان على منهج الدموية التي اتبعها الحجاج أثناء ولايته بالدولة الأموية فهل يعنى ذلك رفض كل الثمار من شجرة الحجاج، بالطبع الإجابة لا فهناك أيضا ثمار من شجرة الحجاج تصلح للطعام مثل دهائه السياسي وقدراته الخارقة على الحزم الإداري والتطوير والنهضة التي انتهجها الحجاج.

قصة الإمام ابن حنبل مع اللص

يُحكى في الأثر أن الإمام أحمد بن حنبل أثناء محبسه التقى بأحد عتاة الإجرام ودار بينهما حوار تلقى به الإمام أحمد بعض النصائح من ذلك اللص التي شدت من عزم الإمام وقوت عزيمته أثناء المحنة، لم يدفع ذلك الإمام أحمد لرفض أراء ونصائح اللص لأن الإمام يعلم أن اللص مجرد (شجرة)وأخذ منها الإمام العبرة (الثمرة).

اقرأ أيضًا 

مجلس الدولة يعاقب 11 مسئولًا بعد تزوير الكشف الطبي لسيارات ذوي الإعاقة

أسعار الدولار في مصر تحديث يومي والعملات والذهب اليوم السبت 3 أكتوبر 2020

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى