تقاريرسلايدر

واشنطن بوست: كورونا ساهم في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة

كتبت ــ غادة سويلم

جعل وباء فيروس كورونا، أساليب العمل والحياة الاجتماعية أكثر سهولة بالنسبة للكثيرين. ولكنك لن تتوقع ان الوباء القاتل فتح افاقا جديدة وروح جديدة لذوى الاحتياجات الخاصة.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا رصدت فيه كيف أثر هذا الوباء إيجابيًا على الحياة الاجتماعية لذوي الإعاقة.

وأشارت الصحيفة إلى حياة سيدة ثلاثينية من أصحاب الإعاقة الحركية، تُدعى “ماريا سوتنيكوفا”، قامت بحضور أول حفل عشاء لها “افتراضي”، أُقيم عبر تطبيق Webex. فعلى على الرغم من أن لديها العديد من الأصدقاء، إلا أنه لم يُطلب منها أبدًا المشاركة في أي مناسبة دينية كانت تقام في أحد منازل أصدقائها.

تستخدم “سوتنيكوفا”، التى تعيش فى ولاية اتلانتا الامريكية، كرسيًا متحركًا كهربائيًا. منذ سنوات، قرر الكثير من الناس استبعادها من الحفلات والنزهات والتجمعات الأخرى التي افترضوا أنها لن تتمكن من الحضور بسبب إعاقتها الحركية.

تقول: “شعرت أعيش شيئًا كنت محرومة منه، فمثل هذا الحدث وان كان بسيطًا لم تتم دعوتي إليه من قبل، لأن عددًا قليلاً جدًا من منازل الناس يمكن الوصول إليها بواسطة الكراسي المتحركة”.

منذ مارس الماضى، عندما فرض فيروس كورونا، قيودًا على الحياة العامة، أتيحت للسيدة سوتنيكوفا العديد من الفرص للانضمام الى حفلات منزلية ومؤتمرات مهنية واجتماعات للنشطاء ودروس تنمية بشرية، من خلال شاشاتها الالكترونية.

فى السياق ذاته، توضح “إيمي حمرائي”، من أصحاب الإعاقات وتدير مختبر التصميم النقدي في جامعة فاندربيلت، أنه في مرحلة ما، قرر الأشخاص غير المعوقين أنهم إذا قاموا بتوجيه دعوات حضور مناسبات مختلفة لأي أفراد من ذوي الإعاقات، فهى تعتبر دعوة غير مناسبة لظروف ذوى الاعاقات، ولكن بين عشية وضحاها أصبح من الممكن تحقيقها حتى وأن كانت عبر منصات الكترونية.

أفاد العديد من الأشخاص غير المعاقين أنه بينما أدى العمل عن بُعد إلى تحسين نوعية حياتهم، فإن التواصل الاجتماعي الافتراضي كان مستنزفًا ومخيبا للآمال. لكن بالنسبة لـ 61 مليون أمريكي من ذوي الإعاقة، كانت القدرة على العمل والتعلم والتواصل الاجتماعي من المنزل فتحت فرصا كبيرة لهم للاندماج في المجتمع.

تقول “حمرائي”، إن الأشخاص ذوي الإعاقة يطلبون التعلُم والعمل عن بعد منذ عقود، لا سيما في العمل والمدرسة، على الرغم من رفض طلباتهم في كثير من الأحيان على أساس الوقت والتكلفة لتنفيذها.

فى حين، أننا في هذه الأيام، يتم إنجاز معظم الأعمال التي يمكن القيام بها من المنزل، فوفقًا لورقة بحثية صدرت في يونيو الماضى من جامعة شيكاجو، قالت فيها أن أكثر من ثلث الوظائف يمكن أن تبقى على هذا النحو (أى العمل والدراسةمن المنزل). كما انتقلت المؤتمرات الأكاديمية وفصول اللياقة البدنية والحياة الليلية والعروض الحية الى الإنترنت في الوقت الحالي.

لا مزيد من المعوقات لاندماج ذوى الإعاقة فى المجتمع:

كانت كوريسا بارو، 35 عامًا ، التي تعيش في لوس أنجلوس، تتمتع بحياة اجتماعية نشطة في الحفلات الموسيقية والنوادي قبل انتشار الوباء. لكنها كانت تخشى المعوقات التى تقابلها كونها تستخدم كرسيًا متحركًا، لذا فإن المصعد المكسور أو الحافلة المتأخرة قد يكون الفرق بين ليلة رائعة وكارثة بالنسبة لها.

تقول: “من المتعب معرفة الأماكن التي يمكن الوصول إليها، غالبًا ما كانت الحمامات هي المشكلة – فالأماكن التي يمكن أن تدخل بها بكرسى متحرك هى أماكن لا تستطيع استخدامها، مما جعل البقاء في الخارج مع الأصدقاء أمرًا مستحيلًا تقريبًا. جعلها هذا القلق تنعزل قليلا عن اصدقائها ثم فجأة، كل شىء تغير.

تضيف: “بمجرد أن كنا في حالة إغلاق، بدأوا الناس يقضون حفلات دى جى عبر تطبيق Zoom، وكان الجميع يشغل الفيديو الخاص بهم ويمكنني رؤيتهم وهم يرقصون”.

بالنسبة إلى أستون جاكوبس، الحلاق البالغ من العمر 28 عامًا في بروكلين، أدى الفيروس إلى دمجه اجتماعيا بشكل غير عادي.

يعانى “جاكوبس”، من اضطراب فى نسيج الضام الشوكى، مما يسبب له الألم عندما يقف على قدميه الأكثر من 20 دقيقة في كل مرة، لذلك قبل الوباء، كان يبتعد عن حضور اى فعاليات قد لا يكون فيها مقاعد للجلوس.

يقول: “أبدو كثير فى الفعايُذكر ليات او الاحداث العامة الاجتماعية مرهق ومريض، لذا يبدأ من حولى أن أغادر لأنال قسطا من الراحة.. الآن بعد أن تحولت الحياة الى الانترنت، يمكننى أن حضور المحاضرات والحفلات وعروض السيرك من أريكتى الخاصة”.

يُذكر أن خضوع ملايين الأشخاص لإجراءات الإغلاق الحالية، جعل الكثير من غير أصحاب الاحتياجات الخاصة، يشعرون للمرة الأولى بمعنى أن يعاني المرء من وجود عوائق خارجية، تمنعه من المشاركة بشكل طبيعي في شؤون الحياة اليومية. لكن رغم أن الحكومات في شتى بقاع العالم، تنتهج الآن سياسات وتتبنى إجراءات تستهدف تسهيل استفادة مواطنيها من الفضاءات العامة وأماكن العمل وغيرها في ظل الظروف الحالية، فإن الكثير من العوائق لا تزال قائمة أمام ذوي الإعاقة.

اقرأ أيضًا 

بطاقة الخدمات المتكاملة .. حل مشكلة الرقم القومي موجود من قبل على موقع التسجيل

ماهي درجات الإعاقة البصرية لاستخراج بطاقة الخدمات المتكاملة بالمرحلة الأولى؟

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى