سلايدرمقالات الرأى

داليا الشيخ تكتب .. قرارات الحكومة لا تناسب واقع كورونا

 

بداية أنا غير متخصصة، لكن مقارنة بما أراه في العالم، لم تعجبني على الإطلاق قرارات رئيس الوزراء المصري اليوم. أتفهم المنطق لكن لا أرى القرار سليمًا.

المعطيات التي سردها، لا تتناسب مع القرارات نهائيًا.

الفكرة في مواجهة تفشي فيروس كورونا ـ أي دولة ـ هي الحد من التجمعات. وأن يكون الخروج من المنزل لقضاء الحاجات الرئيسية الضرورية التي لا يمكن تأجيلها.

كنت أتوقع وأنتظر أن تبدأ ساعات الحظر قبل موعد الإفطار؛ لمنع عزومات الإفطار والتجمع بين الأسر.

الفكرة الرئيسية أن تجمع العائلات تنقل المرض من منزل لآخر، من سكان عمارة إلى سكان عمارة أخرى، من منطقة لمنطقة. وبالتالي تساعد على انتشار المرض في المجتمع في عدة مناطق وتعيق قدرة الدولة على حصر مناطق الانتشار. وتتبع المخالطين للحالات الإيجابية.

بريطانيا مثلًا منعت المرتبطين من اللقاء إذا كانوا لا يسكنون في نفس المنزل. وطالبتهم بالبحث في جدية العلاقة.

ولو العلاقة جادة، ورغب الطرفان في اللقاء؛ سمحت الدولة للطرفين بالبقاء معًا في بيت واحد. على الأقل كي تتمكن الدولة من حصر الاماكن التي يرتفع فيها المرض بنسبة أكبر، وتدرس معدلات الانتشار.

في مصر، أرى أن الشعب هو الذي يسير الحكومة وليس العكس؛ بمعنى أن الحكومة قللت ساعات حظر التجوال لان تكدس المواصلات يحدث في الساعة الأخيرة. مع أن الفكرة هي سوء تنظيم من الشعب. فقد حان الوقت لتعلم حساب الوقت وعامل الزحام، و”ميزنقش” نفسه في أخر لحظة.

بدلًا من السير في هذا الاتجاه، وربما تخفيض ساعات العمل في بعض المؤسسات الاخرى، الحل كان في تخفيض ساعات الحظر. مع أن المواطن العادي ومع ضغط مواعيد رمضان. وموعد العودة الثابت للجميع للإفطار سيحدث تكدس للمواصلات. وستبقى القرارات مجرد حبر على ورق. إمكانية تفعيلها فعلًا شبه معدومة وخاصة في رمضان.

أبسط دليل على حدوث الزحام، ما حدث في السوبرماركت قبل رمضان وأعياد الأقباط. أغلب المواطنين خرجوا مع عائلاتهم بصحبة أطفالهم لشراء الاحتياجات وكأنها رحلة مدرسية. في حين المفترض أنه في ظروف جائحة عالمية كتلك. أن يخرج فرد واحد لشراء الاحتياجات.

الشرطة البريطانية منعت عائلات من دخول السوبرماركت، لم يعجب الأمر الإنجليز بالطبع. وحدثت مناوشات. لكن الواقعة حدثت. والرسالة وصلت.

أيضًا قواعد التباعد الاجتماعي غير موجودة على الإطلاق. حملات التوعية تكاد تكون نتيجتها صفرًا. وبعض الحملات التي أشاهدها غير واضحة على الإطلاق. أبسطها أنها تكتفي بذكر غسيل اليد لمدة عشرين ثانية ولا تشرح الطريقة الصحيحة لغسيل اليد مثلًا.

شهر رمضان كان فرصة ذهبية للحد من انتشار المرض. خاصة مع تحذير منظمة الصحة العالمية من أن إفريقيا وتحديدًا شمال أفريقيا هي المحطة الثانية للمرض.

الدول تحدثت عن إرشادات التعايش والتباعد لمدة قد تصل إلى عام كامل، لكن بعد تخطي ذروة المرض.

على حد علمي، مصر لم تصل للذروة بعد.

بعيدًا عن المرض، كنت أتوقع ان تراعي الحكومة البعد الطائفي في القضية. فلا يجوز “التنكيد” على المسيحين في عيد القيامة، و “تفريح” المسلمين في أول رمضان.

ربما الميزة التي يمكن للمسيحين الالتفات لها أن من لن يلتزم من المسلمين ويستمتع بحياته، سيمرض وربما يموت. لكن الحكومة أجبرت المسيحيين على الالتزام، وبالتالي البقاء على قيد الحياة بصحة جيدة. أتمنى للجميع العيش بصحة جيدة وأن تستطيع مصر السيطرة على معدل زيادة الإصابات حتى لا يحدث سيناريو يخشاه الجميع حكومة وشعبًا.

رغم الجدل حول أهمية وجدوى قناع الوجه، لكن ربما على الحكومة فرضه على كل من يخرج للشارع. حتى لو كان قناع منزلي الصنع. ومن لا يلتزم، تفرض عليه غرامة مالية ثمنها أغلى من ثمن القناع. اختيار لا أفضله، لكن يبدوا أن غالبية الشعب المصري مهتم بالمال أكثر من الصحة. يوجعه المال أكثر ما توجعه صحته. ومبسوط بالهيصة والطقوس والاحتفالات أكثر من انبساطه بالبقاء على قيد الحياة. وكأن لديه خلل في الفطرة وفي غريزة البقاء على قيد الحياة.

طبعا أرجو ان أكون مخطئة وأن يخيب الشعب المصري ظني، ويفاجئني بالالتزام، والبعد عن التجمعات وحفلات الإفطار الجماعية في المنازل.

نشرت الصحفية والباحثة داليا الشيخ المقال كمنشور عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك

اقرأ أيضًأ 

رئيس الوزراء: مصر حريصة على تطبيق الإجراءات الاحترازية واستمرار عجلة الاقتصاد

رئيس الوزراء يعلن مواعيد حظر التجول في رمضان وموعد تحديد امتحانات الثانوية العامة والجامعات

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى