سلايدر

دراسة حديثة تكشف عن كيفية اتخاذ القرار وتحقيق الاستقلالية لذوي الاعاقة الفكرية

كتب رامي محمد

 

كشفت دراسة حديثة عن تقریر المصیر لدى التلامیذ ذوی الإعاقة الفکریة ومعوقات اکتسابه للباحثان “إبراهیم المعیقل عذاری ناشی العتیبی: أستاذا التربیة الخاصة جامعة الملك سعود.

وهدفت الدراسة إلى التعرف على مستوى سلوک تقریر المصیر لدى التلامیذ ذوی الإعاقة الفکریة ومعیقات اکتسابه من وجهة نظر المعلمین وأولیاء أمور التلامیذ ذوی الإعاقة الفکریة، ولتحقیق أهداف الدراسة، طُبقت استبانة من إعداد الباحثان على (252) من المعلمین وأولیاء أمور ذوی الإعاقة الفکریة.

وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن مستوى امتلاك التلامیذ ذوی الإعاقة الفکریة لسلوك تقریر المصیر کان بدرجة متوسطة فی معاهد وبرامج التربیة الفکریة فی مدینة الریاض، والتی تراوح مستواها ما بین (4.21) و(2.40) من وجهة نظر المعلمین، وبین (4.04) و(2.67) من وجهة نظر أولیاء الأمور. ولم تکشف الدراسة عن فروق ذات دلالة إحصائیة فی سلوك تقریر المصیر وفق متغیری النوع للمعلم وولی الأمر، والمکان التربوی للمعلم.

ودلت النتائج على أن عدم وجود منهج خاص بسلوك تقریر المصیر یعد من أکثر معوقات اکتساب سلوك تقریر المصیر تأثیرًا، وقد ظهرت فروق ذات دلالة إحصائیة فی وجهة نظر المعلمین وأولیاء الأمور فی اعتبار عدم وجود منهج خاص بسلوك تقریر المصیر من أکثر المعیقات ولصالح المعلمین، بینما لم تظهر فروق ذات دلالة إحصائیة فی هذا المجال تبعًا لمتغیر المکان التربوی للتلامیذ ذوی الإعاقة الفکریة.

وقالا الباحثان: لقد زاد الاهتمام بذوي الإعاقة في الفترة الأخيرة بالدول العربية، وذلك تماشيًا مع التشريعات الدولية والإقليمية والتي أكدت على ضرورة النظر إلى هذه الفئة ضمن معيار الإنسان العادي من حيث الحقوق والواجبات، بالإضافة إلى إتاحة الفرص كاملة لهم، للاستفادة من البرامج التربوية والخدمية أسوة بأقرانهم الآخرين.

ويعاني الأفراد من ذوي الإعاقة الفكرية من صعوبات عدة، وتوصلت نتائج الدراسات الصادرة مؤخرا، إلى أن هناك عددًا من الطلاب يجيدون صعوبات في التأقلم والتكيف مع المجتمع خلال مرحلة الرشد، وذلك لافتقارهم لمهارات الحياة، والإدارة الذاتية المستقلة، بالإضافة إلى اعتمادهم على اسرهم في اتخاذ قراراتهم اليومية.

وانطلاقا من أهمية اكتساب سلوك تقرير المصير للطلاب ذوي الإعاقة الفكرية فإن تلك الدراسة حاولت التعرف على سلوك تقرير المصير، ومعيقات اكتسابه من وجهة نظر المعلمين وأولياء الأمور.

وأشارت الدارسة إلى أن الحاجة إلى تعليم التلاميذ من ذوي الإعاقة الفكرية سلوك تقرير المصير، في المدارس ضرورة حتمية، وذلك يعزى إلى ارتفاع نسب البالغين من ذوي الإعاقة الفكرية الغير قادرين على اختيار أسلوب معيشتهم، وعجزهم عن إدارة حياتهم بشكل مستقل، عن الأسرة بعد تخرجهم من المرحلة الثانوية.

وفي الوقت الذي يجب أن تتضافر فيه كافة الجهود بين المعلمين والوالدين، والدور الذي يلعبه كلاهما في تعزيز مهارات سلوك تقرير المصير .

ولا بد أن نضع في الاعتبار أن هناك نقصًا في الفهم والتدريب لدى كلا من المعلمين وأولياء الأمور أدى إلى قصور في سلوك تقرير المصير في المدرسة و المنزل، حيث أن الوالدين يربيان إن هناك انخفاض ملحوظا في اكتساب هذا السلوك لدى أبنائهما، وذلك بسبب عدم اشراكهم في أنشطة تعنى بهذا السلوك، و ما يرتبط به من مهارات في المدرسة، بالإضافة إلى أن الوالدين نادرًا ما ينهمكان مع أبنائهما مع هذه الأنشطة في المنزل .

وتكمن أهمية الدراسة في أنها تلقي الضوء على المفاهيم ذات العلاقة بمفهوم سلوك تقرير المصير وذلك لندرة الدراسات في هذه الموضوع، وقد تفتح نتائج هذه الدراسة أمام الباحثين وصناع القرار المهتمين بدراسة الموضوع من جوانب أخرى لم تدرس من قبل، من حيث توفير استراتيجيات خاصة بسلوك تقرير المصير، مع توفير المعلومات اللازمة لأولياء الأمور والمعلمون حول سلوك تقرير المصير لذوي الإعاقة الفكرية على نحو يساهم في اكسابهم لمهارات هذه السلوك وذلك لتحقيق استقلالية التلاميذ في المستقبل.

وأكدت الدراسة على أن أكثر المعيقات التي تحول دون اكتساب طلاب ذوي الإعاقة الفكرية لسلوك تقرير المصير تكمن في عبارة ” عدم وجود منهج خاص لإكسابهم هذه السلوك” من وجهة نظر المعلمين وأولياء الأمور وقد تكون هذه النتيجة منطقية، في ظل تركيز المناهج في معاهد التربية الفكرية على المهارات الأكاديمية ومهارات الحياة اليومية بشكل أكبر، بالإضافة إلى عدم تعزيز مهارات تقرير المصير في جميع المناهج الدراسية.

ومن المعيقات أيضا ضعف إعداد المعلم واستخدامه الطريقة التقليدية في التعليم، مما يجعل اكتساب مهارات سلوك تقرير المصير ضعيف إلى متوسط، بالإضافة إلى عدم تعاون المعلمين وأولياء الأمور في تعزيز ما تعلمه التلاميذ ذوي الإعاقة الفكرية من سلوك تقرير المصير في المنزل.

وأشارت الدراسة إلى أن محدودية الصلاحيات الممنوحة للمعلمين من قبل وزارة التربية والتعليم، خاصة في ظل عدم وجود مناهج مدعمه لهذا السلوك، وغياب دور التلميذ في البرنامج التربوي الفردي، وعدم وجود خطط انتقالية تعزز هذا السلوك، وأن مجرد معرفة المعلم لما ينبغي فعله ليس كافيا للقيام بتغيرات في الممارسات داخل الفصول الدراسية.

ويلعب اختلاف متغير المكان التربوي (حكومية- أهلية- جمعية خيرية ) دورا مهما في المعيقات التي تحول دون اكتساب طلاب ذوي الإعاقة الفكرية لسلوك تقرير المصير بنسب متقاربة، وقد تعزي هذه النتيجة إلى كون مدارس ومعاهد التربية الخاصة من مدارس أهلية وحكومية تخضع لإشراف وزارة التربية والتعليم ، ومن ثم وجود ظروف بيئية متماثلة من مناهج وأساليب تعليميه، ووجود دورات تدريبية للمعلمين من عدمه.

وخلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات :

يجب على إدارة المعاهد وبرامج التربية الفكرية رفع مستوى سلوك تقرير المصير لدى التلاميذ ذوى الإعاقة الفكرية من خلال توفير بيئية مدرسية مشجعة على الاستقلالية والتوجيه من قبل الكبار خاصة في فترة الانتقالات الحساسة .

تهيئة برامج تدريبية لرفع مستوى المهارات والمعارف المرتبطة بسلوك تقرير المصير وسبل تعزيزه لدى معلمين التربية الخاصة أثناء الخدمة .

يجب أن تشمل برامج ما قبل الخدمة في كلية التربية على دورات تدريبية مكثفة حول التعريف بسلوك تقرير المصير واستراتيجيات تدرسيه وأهميته.

ينبغي تعليم طلاب ذوي الإعاقة الفكرية في معاهد وبرامج التربية الفكرية المهارات المرتبطة بسلوك تقرير المصير من خلال المنهج العام ووضع مناهج مرتبطة به.

ينبغي تأسيس شراكة بين المعلمين وأولياء الأمور والمجتمع لتعزيز سلوك تقرير المصير من خلال تخطيط التعليم واتخاذ القرار.

يجب على الباحثين مواكبة الأبحاث في الدول المتقدمة، وذلك بإجراء مزيدا من الدراسات والبحوث المتعلقة بسلوك تقرير المصير، ومن ثم تفعيل نتائجها على أرض الواقع.

 

اقرأ أيضًا 

اعتداء جنسي على طفل مصاب بالتوحد .. محام: قرار الإحالة يحدد العقوبة

دون تحديد دخل .. “التموين” تصدر بطاقات جديدة لذوي الإعاقة

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى