قصتي

عشقه للساحرة المستديرة لم يتغير .. صفعة وصدمة كرة أفقدته البصر: “حريف دومنة ومحدش يقدر يكسبني”

فقد بصره وهو في عمره الـ16،  “قبل الحادثة بأسبوع صفعني عمي على قفايا أثناء العودة من المدرسة، فأحدث لي ضررا في شبكية العين، وزاد الطين بلة لما اصطدمت الكرة في رأسي ففقدت البصر نهائيا، لكني لم أفقد حب الكرة والتشجيع”.

تحول البرديسي من لاعبا هاويا إلى مشجع متنقل على أندية الصعيد التي تنافس على الصعود إلى الدوري الممتاز، بداية من نادي “أبو قرصاص” بالمنيا قبل أن يتم تجميد نشاطه، ثم نادي مصر المقاصة الفيومي، وحتى صعوده إلى الدوري الممتاز، ومنه إلى نادي المنيا، وأخيرا إلى نادي بني سويف الذي يلعب في دوري القسم الثاني.

نشأ (أحمد البرديسي – 33 سنة) على حب كرة القدم منذ طفولته، وصارت شغفه الأول، تنقل بين مراكز شباب كرة القدم وفرق الطلائع في محافظة المنيا يمارس هوايته، أملا في أن يصبح لاعبا، لكن الأقدار حالت بينه وبين رغبته، حين اصطدمت الكرة برأسه في إحدى المباريات، فسببت له سقوط في شبكية العين، فقد على إثرها بصره، لكنه لم يفقد حبه للكرة. بحسب ما نشرت جريدة الشروق

ارتبط البرديسي بنادي بني سويف منذ العام الماضي، بالرغم من أنه من مركز سمالوط في محافظة المنيا، شد الشاب الثلاثيني رحاله إلى مباريات نادي بني سويف، أينما وجد بني سويف وجد البرديسي، يفسر هذا التعلق: “بأني وجدت الحب والمعاملة الجيدة والاحترام من نادي بني سويف، لم أجد هذه المعاملة من نادي المنيا في مسقط رأسي”.

صباح كل يوم أحد من الأسبوع، حيث مباريات فريق بني سويف بالقسم الثاني، يتأهب البرديسي للسفر إلى مكان الملعب، فيستقل حافلة من محافظة المنيا إلى بني سويف “وولاد الحلال بعد كده بيوصلوني بتاكسي إلى الاستاد”، ويعيد البرديسي الكرّة مرة أخرى حين عودته إلى المنيا رغم أن “مصاريف السفر على حسابي الشخصي”، كما يقول.

سافر البرديسي إلى بني سويف وسوهاج ومحافظات الصعيد لتشجيع بني سويف: “لأنهم بيلعبوا كرة حلوة ولاعيبة جامدة أوي، صحيح أنا فقدت نعمة البصر، لكن بقدر أحس وأشوف الفرقة الكويسة اللي بتلعب كورة”.

بمجرد أن يصل البرديسي إلى ملعب اللقاء، يجلس على دكة بدلاء فريق بني سويف، معللا: “هم بيحبوني أكون جنبهم”.

يستمع إلى صيحات اللاعبين وأهازيج الجماهير، قائلا: “أول ما أقعد على الدكة أحط وداني الاثنين في الملعب، أركز مين بيلعب حلو ومين بيلعب وحش”.

لم يتوقف البرديسي عن مطاردة أحلامه وحبه لكرة القدم، فقرر لعب كرة الجرس مع فريق نادي المنيا للمكفوفين وذوي الإعاقة حتى وقت قريب: “لكن الموضوع توقف بسبب قلة دعم نادي المنيا لكرة الجرس، وأصبحنا مش لاقيين نادي نلعب فيه”.

لا يخفي البرديسي هواياته لأشياء أخرى غير كرة القدم: “أنا حريف دومنة، ومفيش حد يقدر يكسبني”، وبالرغم من ذلك إلا أنه ما زال يتمسك بحبه وعشقه لكرة القدم التي كانت سببا في فقدان بصره: “أنا بعشق حاجة اسمها كورة وتشجيع”.

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى